اعتذر رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، عن إخفاقات أثناء مكافحة حرائق الغابات التي تجتاح البلاد.
ويكافح المئات من رجال الإطفاء حرائق ضخمة أجبرت آلاف الأشخاص على الفرار من منازلهم ودمرت عشرات الممتلكات.
وقال ميتسوتاكيس: “ربما فعلنا ما أمكننا فعله على مستوى البشر، لكن ذلك لم يكن كافيا في حالات كثيرة”.
ولا يزال الدخان الكثيف يتصاعد من جزيرة إيفيا، شمال شرقي العاصمة أثينا، والتي تشتعل فيها النيران منذ أسبوع.
وأُحرقت بالفعل عشرات المنازل وأفدنة من الغابات في إيفيا، في ضواحي العاصمة، وفي مناطق أخرى في اليونان.
وصدرت أوامر لمئات السكان بمغادرة الجزيرة هربا من الحرائق، لكن بعض السكان قرر البقاء للدفاع عن ممتلكاته.
وقال ميتسوتاكيس في خطاب تلفزيوني: “أتفهم تماما آلام مواطنينا الذين رأوا منازلهم أو ممتلكاتهم تحترق”.
لكنه أضاف أن البلاد “تواجه كارثة طبيعية ذات أبعاد غير مسبوقة”.
وتصاعدت حدة الغضب الشعبي من تأخير استجابة الحكومة وأزماتها، بما في ذلك النقص الواضح في طائرات الإطفاء.
وقال ميتسوتاكيس “سنحدد أي إخفاقات”، لكنه أصر على أن رجال الإطفاء يخوضون معركة مع “قوى خارقة للطبيعة تتجاوز مقدرتهم في كثير من الأحيان”.
وأنحى باللائمة في اندلاع الحرائق على “أزمة المناخ” التي تتسبب في “حرائق تستمر لأسابيع”.
وكانت الأمم المتحدة قد أصدرت، قبل ساعات من تصريحاته، تقريرا مهما يقول إن النشاط البشري يجعل الظواهر الجوية المتطرفة أكثر شيوعا.
واندلع ما يزيد على 580 حريقا في جميع أنحاء البلاد منذ أواخر يوليو/تموز، مدفوعا بالرياح القوية وأسوأ موجة حر تشهدها اليونان منذ عقود.
وتعد جزيرة إيفيا الأشد تضررا، ولا يزال 650 من رجال الإطفاء يكافحون للسيطرة على الحرائق.
وقال مواطن يدعى فانجيليس كاتساروس، الذي فقد مزرعته بأكملها في الحرائق، لبي بي سي: “كان الحريق قدرنا، لم يكن بمقدور أحد إخماده”.
وعلى الرغم من ذلك يقال إن الحرائق التي اندلعت على مقربة من أثينا قد خمدت مع انخفاض درجات الحرارة.
ولقي ثلاثة أشخاص مصرعهم في الحرائق، من بينهم رجل إطفاء متطوع أصيب بسقوط عمود كهرباء، كما عُثر على رجل يعمل في مجال الصناعة فاقدا للوعي في مصنع قريب من أثينا الأسبوع الماضي، ولقي رجل ثالث مصرعه يوم الاثنين عندما سقطت جرافته في منحدر وسط الحريق.
ونُقل عدد آخر من الأشخاص إلى المستشفى بسبب الحروق واستنشاق الدخان.
ويكافح الحرائق ما يزيد على 1000 من رجال الإطفاء فضلا عن استخدام الطائرات والمعدات الإضافية التي أرسلتها دول أخرى، بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة.
وقال الاتحاد الأوروبي إنه يحشد من أجل “واحدة من أكبر عمليات مكافحة الحرائق المشتركة في أوروبا” لمساعدة اليونان ودول أخرى في مكافحة حرائق الغابات.
وتعهد ميتسوتاكيس بتقديم مئات الملايين من اليورو لدعم أولئك الذين دمرت الحرائق سبل معيشتهم.
بيد أن كليليا ديميتراكي، رئيسة قرية مونوكاريا في جزيرة إيفيا، قالت إنها تشعر بقلق من عدم نجاة المنطقة.
وأضافت: “إنها محرقة، جميع القرى والمنطقة بأكملها انتهت، انتهت”.
وقالت: “كل ما نقوله اليوم هو أننا محظوظون لأننا ما زلنا على قيد الحياة”.