ارتفعت في السنوات الأخيرة، نسبة الكوارث الطبيعية وحدّتها، وقد أرجع البعض هذا الأمر الى التغير المناخي. غير أن هناك أسباب أخرى أكثر أهمية وتلعب دوراً رئيسياً في حدوث هكذا كوارث، وهي النفايات البلاستكية. فما الصلة بين البلاستيك وإعصاري ساندي وكاترينا في الولايات المتحدة، وذوبان الأنهار الجليدية في القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا)، وموجات الحر في فصل الصيف، وتآكل المناطق الساحلية في أستراليا، وغيرها من الكوارث الطبيعية التي تصيبنا بوتيرة أكبر؟
وفق مجموعة البنك الدولي، هناك ستة أسباب تربط دورة حياة البلاستيك بتغير المناخ :
- الاستخراج والإنتاج: يأتي البلاستيك من الوقود الأحفوري. اذ تشكل صناعة البلاستيك نحو 6% من استهلاك النفط العالمي، ومن المتوقع أن تبلغ 20% بحلول عام 2050. هذا الأمر، يوّلد كميات هائلة من انبعاثات غازات الدفيئة.
- الاستهلاك: ان ما يعاد تدويره من اللاستيك لا يتجاوز 9% على مستوى العالم، ويتم التخلص من الباقي في البيئة الطبيعية. في حين، تُعد بلدان جنوب آسيا من أكبر مصادر النفايات البلاستيكية في العالم، إذ تتخلص مما يربو على 26 مليون طن من البلاستيك يومياً. وتُعد نسبة النفايات التي يتم التخلص منها في مكبات مكشوفة في منطقة جنوب آسيا الأعلى عالمياً، حيث تبلغ 75% من إجمالي حجم النفايات في العالم.
- نهاية الحياة: عندما لا يُعاد تدوير النفايات البلاستيكية أو التخلص منها بطريقة خاضعة للرقابة، فإنها توّلد انبعاثات غازات الدفيئة عند تعرضها لأشعة الشمس سواء في الهواء أو الماء. وفي واقع الأمر، يوجد سوء إدارة لنحو 18 مليون طن من المواد البلاستيكية التي منشؤها جنوب آسيا، ومن ثم، فإنها تنجرف إلى المحيط حيث تطلق غازي الميثان والإيثيلين بسبب تعرضها لأشعة الشمس. ويُعد البولي إيثيلين أكبر مصدر لهذين الغازين، وهو أكثر البوليمرات الصناعية التي يتم إنتاجها والتخلص منها على مستوى العالم.
- إعادة التدوير وإغلاق هذه الحلقة: على الرغم من أن إعادة التدوير يمكن أن تقلل إلى حد كبير من تأثير التلوث بسبب النفايات البلاستيكية على البيئة ومساهمته في تغير المناخ، فإن ما تتم إعادة تدوير لا يتجاوز 5% من إجمالي النفايات في جنوب آسيا. ويمكن لمبادئ اقتصاد إعادة التدوير التجنب، الاعتراض، وإعادة التصميم المطبقة على الأسمنت، والألومنيوم، والصلب، والبلاستيك أن تقلل من الانبعاثات المجمعة لهذه الصناعات بنسبة 40%.
- النفايات البحرية: في كل دقيقة، تُلقى في المحيط كمية من النفايات البلاستيكية تعادل حجم شاحنة قمامة. ومن المعروف أن العوالق تحتجز 30-50% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن الأنشطة البشرية. ولكن بعد أن تمتص هذه العوالق الجسيمات البلاستيكية الدقيقة، تتضاءل قدرتها على إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.
- الحرق في الهواء الطلق: تمثل كمية النفايات التي يجري حرقها في الهند ونيبال معاً 8.4% من مجموع النفايات التي يتم حرقها على مستوى العالم. ويؤدي حرق النفايات في أماكن مكشوفة إلى إنتاج أحد ملوثات الهواء الخطيرة، وهو الكربون الأسود الذي يسبب نصف الضباب الدخاني المرئي في مدن مثل نيودلهي. وتفوق قدرة الكربون الأسود على التسبب في الاحترار العالمي قدرة ثاني أكسيد الكربون بنحو 5 آلاف ضعف.
كل هذه المؤشرات تدل على ضرورة اتباع نهج مختلف في التعامل مع نفايات البلاستيك، ولعل ما يبعث على التفاؤل هو أن هناك عددا متزايدا من الأمثلة قيد التنفيذ في جنوب آسيا. كذلك يمكن أن تحل الأغلفة من حرير العنكبوت والأعشاب البحرية محل البلاستيك في تطبيقات متنوعة مثل الأكياس التي تستخدم مرة واحدة، التي تشكل نحو 50% من جميع النفايات البلاستيكية المنزلية. وفي ملديف، على سبيل النثال، تعمل شراكة مبتكرة بين منظمة بارلي للمحيطات وشركة أديداس على جلب النفايات البلاستيكية البحرية المعاد تدويرها إلى منتجات أعلى قيمة إلى سلسلة توريد الملابس الرياضية العالمية.