بدأ هذا الأسبوع مشروع أثري هو الأول من نوعه في العالم، أو بمعنى أكثر دقة في النظام الشمسي، في محطة الفضاء الدولية.
ويسعى علماء الآثار بقيادة البروفيسورة أليس جورمان من جامعة فليندرز في أستراليا، والأستاذ المساعد جاستن والش من جامعة تشابمان في كاليفورنيا، إلى فهم كيفية ارتباط البشر بالعناصر التي يعيشون معها أثناء وجودهم في المدار.
ويعد المشروع الأثري لمحطة الفضاء الدولية (ISSAP) أول دراسة أثرية لموطن فضائي.
ويقول والش: “نحن أول من حاول فهم كيفية ارتباط البشر بالعناصر التي يعيشون معها في الفضاء. ومن خلال جلب وجهات النظر الأثرية إلى مجال فضاء نشط، فإننا أول من أظهر كيف يكيّف الناس سلوكهم مع بيئة جديدة تماما”.
وبينما يقوم علماء الآثار المرتبطون بالأرض بحفر مربعات طولها متر واحد لفهم الموقع ووضع استراتيجيات إضافية للدراسة، سيستخدم فريق مشروع ISSAP شريطا لاصقا لتحديد المناطق التي يبلغ طولها مترا واحدا في محطة الفضاء الدولية ثم يعتمدون الصور اليومية لدراسة كيفية استخدام المساحات.
وتوضح جورمان: “بدلا من الحفر للكشف عن طبقات جديدة من التربة تمثل لحظات مختلفة في تاريخ الموقع، سنقوم بتصوير الموقع كل يوم لتحديد كيفية استخدامه وكيف يتغير بمرور الوقت”.
ووقع إعداد المربعات من قبل رائدة الفضاء التابعة لوكالة ناسا كايلا بارون بعد ظهر يوم الجمعة بتوقيت غرينتش (المنطقة الزمنية لمحطة الفضاء الدولية)، وقد وضعت المربعات في عدد قليل من المواقع التي تتضمن العمل والترفيه، بما في ذلك طاولة المطبخ ومحطة العمل ورفوف وحدة EXPRESS والجدار المقابل للمرحاض.
وكجزء من التجربة، اختار طاقم محطة الفضاء الدولية أيضا موقعا إضافيا، بناء على تقييمهم لما هو مثير للاهتمام للتوثيق، مع وضع المربع الأخير في وحدة المختبر الأمريكية في المحطة، Destiny.
وسيستمر التصوير اليومي لمدة 60 يوما، مع التقاط صور للمربعات في نفس الوقت تقريبا كل يوم لأول 30 يوما وفي أوقات عشوائية لمدة 30 يوما الثانية.
وكان التخطيط للمشروع قيد التنفيذ منذ ديسمبر 2015 مع اقتراح تمويل عام 2020، ويشمل ذلك وجود أسطح مسح ضوئي لطاقم المحطة الفضائية وإجراء تسجيلات صوتية وتسجيلات فيديو.
وقال فريق البحث: “نظرا لأن هذه هي المجموعة الأولى من البيانات الأثرية التي ستتم تجربتها على الإطلاق في موطن فضائي، فنحن لسنا متأكدين تماما مما سنجده. إنها تجربة، بعد كل شيء، لكننا على يقين من أن النتائج ستلقي الضوء على جوانب الحياة في الفضاء لم يعرفها أحد من قبل، ولا حتى وكالة ناسا”