انطلقت امس الخميس الدورة الثانية من مهرجان السدر لأفلام البيئية 2022 في منارة السعديات، والذي تنظمه هيئة البيئة – أبوظبي وجامعة زايد، بدعم من شركة أدنوك والمجلس الثقافي البريطاني في الإمارات، من 24 -27 شباط (فبراير)، ويُعرض في المهرجان مجموعة منتقاة من الأفلام المحلية والعالمية الحائزة على جوائز.
يركز المهرجان هذه الدورة على قضية “المفارقة في الواحة” لتسليط الضوء على القضايا البيئية في الواحات، التي تعدّ جزءاً حيوياً من تاريخ وجغرافية الإمارات، وكيف أدّت التدخلات البشرية وأعمال التعمير لتدهور البيئة، وتأثر صحة الإنسان. وهنا تكمن المفارقة حول كم تعدّ المياه ثمينة في الحياة خاصة في الواحات، ومع ذلك كيف يمكن أن تتسبب في مشكلات خطيرة، وهو الأمر الذي يعرف عموماً بإسم مفارقة الاستدامة. وسيشهد يوم الافتتاح عقد حوار بعنوان “التفكير في الغلاف الجوي” يحضره عدد من المتخصصين والأكاديميين.
أفلام محلية وعالمية متنوعة
يقدم المهرجان في دورته الجديدة 20 فيلماً تُعرض مجاناً للجمهور، وللافتتاح اُختير عرض الفيلم الإماراتي “عسل ومطر وغبار” من إخراج نجوم الغانم (2017)، وتدور أحداثه حول تجول مكتشفي العسل، عائشة وغريب، في الجبال الواقعة شمال دولة الإمارات العربية المتحدة بحثًا عن النحل البري، وكيف يواجهون صعوبات يومية في مهمتهم. كما يُعرض فيلم “خطى في مهب الريح” الذي يتناول معاناة اللاجئين من خلال الأطفال الذين يتمسكون بأحلامهم.
وتحفل قائمة الأفلام التي يعرضها المهرجان في منارة السعديات بالعديد من الموضوعات والقضايا البيئية المهمة، مثل فيلم “واحة المحاميد من المغرب”، والذي يدور حول توثيق أعمال الترميم والتسجيل التي قام بها فريق دولي من الباحثين والمتطوعين في الواحات النائية في وادي درعة، على حافة الصحراء الكبرى في المغرب، وفيلم “أنا غريتا” الوثائقي الذي تم إنتاجه دولياً بالاشتراك مع فريدريك هاينينغ وسيسيليا نيسين (2020)، ويتناول الصعود الملفت للناشطة في مجال تغيُّر المناخ غريتا ثونبري.
ويتضمن المهرجان فيلمين روائيين، هما الفيلم اللبناني “كوستا براڤا”، للمخرجة مونيا عقيل (2021)، وفيلم “ابن الملوك” لـ ألكسيس غامبيس الأستاذ في جامعة نيويورك أبوظبي. ويُعرض في المهرجان كذلك فيلم “الشياطين غير المرئية”، للمؤلف الهندي راهول جاين، والذي عرض في مهرجان كان للمرة الأولى (2021).
حوارات حول القضايا البيئية
يسعى المهرجان لتعزيز الوعي المجتمعي، وتعريف المجتمع المحلي بالقضايا البيئية والاجتماعية الملحة، وتشمل الأنشطة الأخرى بالإضافة إلى عروض الأفلام عقد الحوارات الأكاديمية، وسوف يشهد اليوم الأول للمهرجان عقد حوار بعنوان: التفكير في الغلاف الجوي، تديره الدكتورة ألكسندرا كوتوفانا، الأستاذة المساعدة في العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة زايد، كما سيتم عقد نقاشات أخرى على هامش عروض الأفلام يشارك فيها نخبة من المتخصصين والأكاديميين والفنانين. وينظم المهرجان أيضاً عروضاً افتراضية لمجموعة من الأفلام في مختلف مدارس أبوظبي حول تغيُّر المناخ والحفاظ على البيئة.