توصلت دراسة جديدة إلى أن «بنية دماغية على شكل لوزة»، وتسمى أميجدالا (amygdala)، تنمو بسرعة كبيرة عند الأطفال المصابين بالتوحد.
ووجد الباحثون فى الدراسة أن هذا النمو الزائد يحدث بين عمر 6 و12 شهرا، قبل تشخيص الأطفال بالتوحد عادة، وفقا لموقع «سينس أليرت».
وتشير النتائج، التى نشرت فى المجلة الأمريكية للطب النفسى، إلى أن «العلاجات للأطفال المعرضين لخطر الإصابة بالتوحد، قد يكون لها فرصة أفضل، بحال بدأت فى سن الرضاعة».
وقال كبير مؤلفى الدراسة، الدكتور جوزيف بيفن، أستاذ الطب النفسى وطب الأطفال بجامعة نورث كارولينا فى تشابل هيل، «يشير بحثنا إلى أن الوقت الأمثل لبدء التدخلات، ودعم الأطفال الذين هم فى أعلى احتمالية للإصابة بالتوحد، قد يكون خلال السنة الأولى من العمر».
وأميجدالا هى بنية على شكل لوزة عميقة فى الدماغ، لها دور فى «معالجة المشاعر»، بما فى ذلك مشاعر الخوف، وكذلك تفسير تعابير الوجه، وفقا لموقع قناة الحرة.
ولاحظ الباحثون أن اللوزة تبدو أكبر لدى الأطفال المصابين بالتوحد، مقارنة بالأطفال غير المصابين، ولكن لم يستطيعوا بالضبط تحديد موعد بداية هذا التوسع فى أميجدالا.
وأجرى الباحثون مسحا ضوئيا لأدمغة أكثر من 400 رضيع، من بينهم 270 كانوا أكثر عرضة للإصابة بالتوحد، لأن أشقاءهم الأكبر سنا مصابين بهذه الحالة، و109 رضع لديهم «نمو نموذجى»، و29 رضيعا يعانون من أعراض متلازمة «X»، وهو اضطراب وراثى يسبب إعاقة فى النمو والفكر.
وخضع الأطفال لفحص التصوير بالرنين المغناطيسى فى سن ستة أشهر و12 شهرا و24 شهرا. وبحلول سن 24 شهرا، تم تشخيص 58 (نحو 21 فى المائة) من الأطفال المعرضين للخطر بأنهم مصابون بالتوحد.
ووجد الباحثون أنه فى سن ستة أشهر، كان لدى جميع الأطفال لوزة متشابهة الحجم. ولكن بحلول 12 شهرا، لاحظوا تضخم اللوزة لدى الأطفال الذين أصيبوا بالتوحد لاحقا، مقارنة بالأطفال الذين لم يصابوا، وأولئك الذين لديهم أسرع معدل نمو فى اللوزة الدماغية «لديهم أشد أعراض التوحد».