كم من عائلات في لبنان تعاني ليس فقط من الفقر و العوز انما من الحياة المعنفة الى حد الطلاق و في بعض الاحيان القتل. كل ذلك بفعل تداعيات الازمة الاقتصادية الخانقة التي هددت الحياة الاسرية و دفع ثمنها ليس فقط الزوجة كونها العنصر الاضعف و الضحية في تلقي “فشة الخلق” من زوجها فاقد السيطرة على اعصابه بفعل الضغط اليومي و متطلبات الحياة و غلائها انما ايضا الاطفال حيث يصابون بالاضطرابات النفسية و” يا مين يعالج” اذا كلفة الحليب او حتى المأكل و المشرب بالسراج و الفتيلة لتأمينها ؟ امام دقة الوضع العائلي الحساس جدا ما هورأي الخبراء في علم النفس سواء على صعيد الشريكين ام العائلة ككل في انقاذ ما تبقى من الحياة العائلية في لبنان ؟
العنف المنزلي الى ارتفاع
في هذا السياق تحدثت الاختصاصية في علم النفس و كل ما يتعلق بالشريكين الدكتورة جيسي طعمة ل greenarea.info عن ان تأثير الازمة الاقتصادية اخذت بعدا اطول و ما نتج عنها من عنف منزلي مارسه الرجل على شريكته مما قالت :” لاشك ان الازمة الاقتصادية تتفاعل في ايامنا هذه و يتأثر بها الرجال اكثر مما هو عند النساء كون الرجل جزء من رجوليته ان يؤمن للبيت كل ما يحتاجه و عندما يشعر انه غير قادر على ذلك ينتابه الغضب الشديد و للاسف لا احد قد علمنا كيف نضع غضبنا في المكان الصحيح مما نبثه في اولادنا و في نسائنا في المنزل حتى يزداد الامرسوءا فيترجم في العنف المنزلي بصورة مرتفعة كون الخوف يخرج ابشع ما فينا عندها نجد اشخاصا يتجهون الى الانهيار العصبي او الادمان على الكحول الى حد القتل و الطلاق كون الازمة الاقتصادية التي نمر بها ليست بشهر او شهرين بل تخطت ذلك لفترة جدا طويلة و الى الاسوء مما يجعل الخوف اكثر متأصل فينا كوننا ايضا جيل حرب عشناه سابقا . بالمقابل الجدير ذكره ان العنف ليس فقط في لبنان انما في دول العالم بشكل مرتفع وفق الاحصاءات التي اجريتها اي نجده في دول اميركا و اوروبا اكثرمما هو في لبنان كونهم غير معتادين على الكوارث مثلنا لدرجة يتم توزيع رقما سواء في الصيدليات ام في السوبرماركت لاي شخص للاتصال بهم في حال تعرض لاي عنف.”
العائلة مهددة
في المقلب الاخريطرح السؤال نفسه كيف نصور الاجواء المشحونة من الضغوطات اليومية على الحياة العائلية ؟ مما تشرح باسهاب الاختصاصية في علم النفس و كل ما يتعلق بالعائلة الدكتورة ديالا عيتاني ل greenarea.info ان التوتر الذي نعيشه يترجم بشكل سلبي على الحياة العائلية خصوصا على رب المنزل مما قالت : “ان كترة الضغط النفسي اليومي يزيد هورمون الكورتيزون مما يصبح الشخص اكثر توترا وعصبيا و منزعج من حاله عدا الاوجاع و التشنجات التي يصاب بها فضلا عن ان صبره قليل و خلقه ضيق مما يتوتر كثيرا ويتصرف من دون التفكير بدل ما يتوقف على الامور التي تزعجه وتزيد من عصبيته لكي يغير كل هذه التراكمات لنجده دائما يشعر بالغضب كون الامور لم تعد بيديه و لا يستطيع ان يغير شيء متل ما كان يفعل سابقا بل غدا هو الضحية و عصبي جدا و لم يعد يجد عنده قوة السيطرة بمكان معين على الاجواء السلبية مما ينفس كل هذه الضغوطات على اضعف منه حتى يفرض نوع من السيطرة كانت موجودة لديه من خلال التوتر العصبي الذي يشعر به يريد ان يفرضه على احد بهدف ان احد يجب ان يسمعه بما يشعر به فيبحث عن الشخص الاضعف منه ليكون “فشة خلق ” لذلك نرى الرجل يضرب امراته و يعنفها حبا بالسيطرة كون عنده حب المال و فقده نظرا ما يتعرض له من ضغوطات يومية و قلة سيطرة على الوضع العام فيؤدي ذلك الى الكثير من الاذية للغير و مشاكل نفسية كالاكتئاب و افكار سوداوية و اجرام فتزيد المشاكل العائلية في ظل فقدان السيطرة على الامور بدل ما يهدىء و يفكر بامعان دون ان يترك المشاعر السلبية ان تتحكم به لان يكون امام دائرة سلبية حيث ان الاقوى هو الذي يصرخ على الاضعف منه فيلجا الى العنف و الضرب وكل الامور السيئة متل المخدرات و الكحول التي تسبب اكثر عدوانية اكتر و للاسف الذي يتعلم العنف اليومي هم الاولاد حيث يظهر ذلك في تصرفاتهم .”
الاطفال هم الضحية
الى رأي الاختصاصية في علم النفس للاطفال الدكتورة ميشلين سمور التي اعلنت عن اخطر ما يصاب بها الاطفال نتيجة ما يتعرضون له من اجواء عائلية حادة و مليئة بالمشاكل العائلية الا و هو التبول اللارادي و اضطربات نفسية مما قالت ل greenarea.info :”لا بد من التوقف امام هذا التناقض من جهة عندما نرى ظاهرة مقرفة تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي احتفال عيد الميلاد للكلاب في لبنان في المنتجعات الراقية و هذا غير مقبول طبعا مما يأتوا باصحابه الكلاب امر غير مصدق الى اين يتجه المجتمع اللبناني و من جهة اخرى نجد الازمة الاقتصادية تهدد الاسرة اللبنانية بالمشاكل اليومية انما هذا غير مبرر للممارسة العنف في المنزل و من غير المسموح على سبيل المثال ان يقتل الرجل زوجته او يعنفها بحجة انه في حالة التوتر انما الذي يحصل ان شخصية الانسان على صعيد النفسي تظهر للعلن عند اي ضغط يومي يتعرضه خصوصا الذي عنده ازدواج في الشخصية فتظهر للعلن مع عوارض حيث من المحتمل ان يكون مريضا نفسيا و غير ظاهر او من الاشخاص لا يتحملون احد ان يقول لهم انت مقصر في واجباتك معي مما تخرج بشكل فاضح الاضطرابات النفسية و الشخصية و السلوكيات غير المنضبطة و النتيجة تكون ردة الفعل التعنيف و ليس لان هناك ضيقة اقتصادية تكون مبرر للعنف انما مع غياب القانون كل واحد ” فاتح على على حسابه ” في ظل لا خوف سواء من القانون و غياب المرجعية و الرهبة من الدولة التي انكسرت فلا من يحاسب يحاسبه لذلك ان الذي عنده ميول للعنف لا يخاف ان يمارس العنف على زوجته .و الاسوء من ذلك ما نشهده كلينكيا على سبيل المثال ان عدد مهم من اطفال اللاجئين عندهم تبول لااردي نتيجة ما يعيشونه في اسرهم اما الاطفال اللبنانيين فنجدهم عند العديد منهم مصابون باضطرابات في الشخصية و عندهم دائما شعور المعارضة اي يصبحون مشاكسين لان هناك معاناة في التواصل بينهم و بين اهلهم عدا ذلك اصبح الاطفال اللبنانيين مدمنين على الشاشة الاكترونية طول الوقت من جراء الاهل الذين يدفعون الى ذلك بهدف التزامهم الصمت نتيجة الغضب الشديد في المنزل و عدم القدرة على ايجاد الحلول بما يعني استغناء الاهل عن دورهم الاساسي .”