تفاقمت المشاكل الصحيّة التي لا طالما عانت منها دول العالم،  مع تعدد أسباب ذلك، من تغيير المناخ الى جائحة كوفيد -19 وصولاً الى حرب أوكرانيا. وتوقفت التداعيات وانعكست على الاطفال أكثر من غيرهم.

اذ حذرت منظمة اليونيسف من أن العالم يتحوّل بسرعة إلى قنبلة افتراضية، فيما يتعلق بوفيات الأطفال التي يمكن الوقاية منها والأطفال الذين يعانون من الهزال.

والهُزال هو أحد أشكال سوء التغذية المُهدِّدة للأرواح، إذ يؤدي إلى نحول وضعف شديدين بين الأطفال، ويصبحون أكثر عرضة لخطر الوفاة، وضَعف النماء، والتطور، والتعلّم. ويعاني، في جميع أنحاء العالم، ما لا يقل عن 13.6 مليون طفل دون سن الخامسة من الهزال الشديد، مما يتسبب في حالة وفاة واحدة من كل 5 حالات وفاة بين هذه الفئة العمرية.

تعود جذور الأزمة الى سنوات خالية، غير ان ظروف عديدة ساهمت في تفاقمها، وقد أصدرت اليونيسف، تقريرا جديدا أشارت فيه إلى أن عدد الأطفال الذين يعانون من الهزال الشديد، كان مرتفعا حتى قبل أن تهدد الحرب في أوكرانيا بإغراق العالم في أزمة غذاء عالمية متصاعدة.

غير أن مشكلة أخرى لاحت في الأفق، اذ أوضحت المنظمة أنه على الرغم من ارتفاع مستويات الهزال الشديد لدى الأطفال وارتفاع تكاليف العلاج المنقذ للحياة، فإن التمويل العالمي لإنقاذ حياة الأطفال الذين يعانون من الهزال معرض أيضا للخطر.

وتعبّر الأرقام عن حجم وهول المشكلة، ففي الوقت الحالي، لا يحصل نحو 10 ملايين طفل (2 من بين كل 3) – ممن يعانون من الهزال الشديد- على الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام، والتي تمثل علاجا أكثر فعالية للهزال.

وقد حذرت اليونيسف من أن مجموعة من الصدمات العالمية التي تواجه الأمن الغذائي في جميع أنحاء العالم – وعلى رأسها الحرب في أوكرانيا، ومعاناة الاقتصادات في سبيل التعافي من كورونا، وظروف الجفاف المستمرة في بعض البلدان بسبب تغير المناخ – تهيئ الظروف لزيادة كبيرة في المستويات العالمية للهزال الشديد.

وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يرتفع سعر الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام بنسبة تصل إلى 16 في المائة خلال الأشهر الستة المقبلة بسبب الارتفاع الحاد في تكلفة المواد الخام.

لذا من الممكن أن يترك هذا ما يصل إلى 600 ألف طفل إضافي، دون الوصول إلى العلاج المنقذ للحياة بمستويات الإنفاق الحالية. ومن المتوقع أيضا أن تظل تكاليف الشحن والتسليم مرتفعة.

تتفاوت نسب الاطفال التين يعانون من الهزال، بحيث لا تزال منطقة جنوب آسيا تمثل “بؤرة” الهزال الشديد، حيث يعاني طفل واحد من بين كل 22 طفلا منها ، أي ضعف معدل الهزال الشديد في أفريقيا جنوب الصحراء.

ويعني الجفاف في القرن الأفريقي أن عدد الأطفال الذين يعانون من الهزال الشديد يمكن أن يرتفع بسرعة من 1.7 مليون إلى مليونين، بينما من المتوقع زيادة بنسبة 26 في المائة في منطقة الساحل مقارنة بعام 2018.

كما في أفغانستان، على سبيل المثال، من المتوقع أن يعاني 1.1 مليون طفل من الهزال الشديد هذا العام، أي ما يقرب من ضعف العدد في عام 2018.

كذلك يشير تحذير اليونيسف بشأن حالة الأطفال أيضاً، إلى أنه حتى في البلدان التي تشهد استقرارا نسبيا، مثل أوغندا، حدثت زيادة بنسبة 40 في المائة أو أكثر في هزال الأطفال منذ عام 2016، بسبب تزايد الفقر وانعدام الأمن الغذائي الأسري.

في حين، تساهم الصدمات المتعلقة بالمناخ، بما في ذلك الجفاف الدوري الشديد وعدم كفاية الوصول إلى المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي في زيادة أعداد الأطفال المصابين بالهزال الشديد.

ويحذر التقرير من أن المساعدة المقدمة لبرامج علاج الهزال لا تزال منخفضة بشكل مؤسف، ومن المتوقع أن تنخفض بشكل حاد في السنوات المقبلة، مع وجود أمل ضئيل في التعافي إلى مستويات ما قبل الجائحة قبل عام 2028.

ويختم التقرير بتقديم بعض التوصيات الى الدول والمؤسسات والأفراد، من أجل الوصول وانقاذ كل طفل من الهزال الشديد.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This