تعاني معظم دول العالم من الأزمات، التي ينتج عنها حركة نازحين و مهاجرين أو ما يعرف باللاجئين. ومع تفشي الأزمات خاصة في الفترة الأخيرة ازداد عدد اللاجئين، بحيث أصبحوا يشكلوا عبئاُ على الدول المضيفة ودولهم الأصلية على حد السواء. خاصة وان معظمهم يتعذر عليهم العودة الى بلدهم الأصلي لأسباب عديدة.
في هذا الاطار، أكدت المنظمة الدولية للهجرة أنه جرى تقديم المساعدة على العودة الطوعية، لما يقرب من 50,000 مهاجر إلى بلدانهم الأصلية في عام 2021.
تفصيلياُ، وبحسب تقرير “أبرز النقاط الرئيسية حول العودة وإعادة الإدماج 2021” ساعدت المنظمة الدولية للهجرة، 49,795 مهاجرا على العودة إلى بلدانهم الأصلية في عام 2021، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 18 في المائة مقارنة بعام 2020. من بينهم، تمت مساعدة 6,367 مهاجرا على العودة في إطار برنامج المنظمة للعودة الإنسانية الطوعية.
وقد أوضح يتنا غيتاتشو، رئيس قسم الحماية في المنظمة الدولية للهجرة أن هذا التقرير “يسلط الضوء على قدرة المنظمة الدولية للهجرة على تلبية الطلب المتزايد من قبل المهاجرين من أجل العودة الآمنة والكريمة، بالإضافة إلى دعم إعادة إدماجهم في بلدانهم الأصلية، بعد رفع العديد من قيود السفر التي فُرضت أثناء الجائحة.”
كان لتفشي جائحة كوفيد- 19 تأثيراُ مباشراُ على حركة عودة اللاجئين، اذ شهد العام الماضي زيادة في التنقل العالمي. ومع ذلك، بسبب كـوفيد-19، لا يزال معدل العودة أقل من التحركات التي سبقت الجائحة.
وتماما، كما كان في العام السابق، كانت المنطقة الاقتصادية الأوروبية هي المنطقة المضيفة الرئيسية في عام 2021، حيث تمت مساعدة 16,993 مهاجرا على العودة طواعية إلى بلدانهم الأصلية. وبالمثل، ظلت دولة النيجر البلد المضيف الرئيسي حيث تمت مساعدة 10,573 مهاجرا على العودة، مما يسلط الضوء على الاتجاه المستمر لزيادة العودة من بلدان العبور في المناطق المضيفة الأخرى خارج المنطقة الاقتصادية الأوروبية.
تهدف المنظمة الدولية للهجرة الى جانب عودة اللاجئين، دمجهم في المجتمع، اذ ان إعادة الإدماج يأخذ جانبا رئيسيا من برامج المساعدة على العودة الطوعية، لتوفير الفرص للعائدين وتعزيز التنمية المستدامة في بلدانهم الأصلية.
لذلك ففي عام 2021، دعمت مكاتب المنظمة الدولية للهجرة في 121 دولة حول العالم 113,331 نشاطا لإعادة الإدماج على المستويات الفردية والمجتمعية والهيكلية.
وبشكل عام، كانت البلدان الثلاثة الأولى، بما في ذلك البلدان المضيفة والبلدان الأصلية، التي قدمت دعم إعادة الإدماج في عام 2021 هي ألمانيا (15 في المائة) ونيجريا (12 في المائة) وغينيا (8 في المائة). أم عن شكل الدعم فتألف بشكل أساسي من المساعدة الاجتماعية، والمساعدات الاقتصادية، واستشارت إعادة الإدماج.
وفي هذا السياق، قال غيتاتشو: “يقدم التقرير رؤى ثاقبة للاتجاهات العالمية، فيما يتعلق بالمساعدة في العودة وإعادة الإدماج التي تقدمها المنظمة الدولية للهجرة، وفقا لنهجها القائم على الحقوق وإطار الحماية. تقدم المنظمة الدولية للهجرة المساعدة للمهاجرين الذين يسعون إلى العودة إلى بلدانهم الأصلية، مع الاحترام الكامل لحقوق الإنسان الخاصة بهم، والمساهمة في إعادة اندماجهم المستدام.”
وتجدر الاشارة، الى أنّه في عام 2021، أصدرت المنظمة الدولية للهجرة سياساتها بشأن النطاق الكامل للعودة وإعادة الدخول وإعادة الإدماج، والذي يوجّه عمل المنظمة والمشاركة مع الشركاء بشأن عودة المهاجرين، من خلال نهج شامل قائم على الحقوق وموجه نحو التنمية المستدامة، يسهل العودة وإعادة الدخول وإعادة الإدماج المستدام.
كذلك يركز على رفاهية العائدين الأفراد وحماية حقوقهم طوال عملية العودة، وإعادة دخولهم وإدماجهم، مع وضع الأفراد في مركز جميع الجهود، وتمكين أولئك الذين يتخذون قرارا مستنيرا من المشاركة في برنامج العودة الطوعية المدعومة.