أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الوصول إلى مواقع أحافير تحتوي على بقايا حيوانات بحرية منقرضة تراوحت أعمارها ما بين 16 و80 مليون عام في منطقة تبوك بين محافظتي ضباء وأملج.
وعلى حسابها في “تويتر”، قالت الهيئة إن فريق استكشاف الأحافير ودراسة الحياة القديمة التابع لها اكتشف هذه الأحافير خلال عمله مع بداية فبراير الماضي.
وأشارت إلى أن هذه الاكتشافات تدل على وجود مواقع أحفورية سيتم تطويرها مستقبلا كمواقع جذب سياحي في نطاق مشاريع تطوير البحر الأحمر، لافتة إلى أن منطقتي مشروع البحر الأحمر وآمالا تحتويان على أحافير لأنواع مختلفة من الفقاريات واللافقاريات وبقايا نباتات عاشت في بيئات بحرية ضحلة وشاطئية يعود عمرها لعصري الحياة الجيولوجية المتوسطة والحديثة “الطباشيري- ميوسين”، وأن جزء من هذه الأحافير تنتمي لزواحف بحرية تم العثور عليها مدفونة في رواسب العصر الطباشيري المتأخر، وتم تعريفها بـ”وموساصورات وبليزيوصورات”.
وأضافت الهيئة: “تعتبر هذه الحيوانات من الزواحف البحرية التي عاشت في حقبة الحياة الوسطى وتميزت بجسم أسطواني ضخم كالتماسيح لها أطراف أمامية وخلفية على شكل زعانف تستخدم للسباحة والتوازن في الماء وتختلف عنها البليزيوصورات بتميزها بضآلة حجم جماجمها واستطالة أعناقها ونحالة أجسادها المسطحة”، مؤكدة أنه “تم استخراج عينات أحفورية من رسوبيات الإيوسين يصل عمرها إلى 45 مليون سنة، وعرف منها فقرات صدرية لثدييات بحرية منقرضة تعود لحواري البحر أو ما يشبه الأطوم البحري الذي يتخذ المياه الضحلة الدافئة كبيئة يعيش ويتغذى على الأعشاب البحرية”.
وذكرت هيئة المساحة الجيولوجية أنه تم اكتشاف أجزاء من سلاحف وأطراف تماسيح عاشت في المناطق الساحلية عندما غطى بحر التيثس معظم شبه الجزيرة العربية، وهي حقبة من التاريخ الجيولوجي تقدر بنحو 20 مليون سنة قبل انفتاح البحر الأحمر وانفصال الصفيحة العربية عن الإفريقية، مشيرة إلى أن فريق البحث الاستكشافي لألحافير في متكون الرشراشية بمنطقة الجوف “اكتشف نوعا نادرا من حيتان الإيوسين العملاقة التي كانت تتخذ المياه الدافئة لبحر التيثس بيئة مثالية للتكاثر، ويتراوح طول الحوت المكتشف من مقدمة رأسه إلى آخر ذيله ما بين 18 إلى 20 مترا، وذلك اعتمادا على الهياكل المكتشفة في أماكن مختلفة من العالم”.
وأوضحت الهيئة أن الفقاريات التي تم العثور عليها قد بلغ عرض إحداها 48 مترا، مرجحا أن يكون هذا النوع من حيتان “Basilosaurus”، وهو من الثدييات البحرية وهو أكبر حيتان الإيوسين.
واستعرضت ما توصلت إليه الأعمال البحثية في موقع سور عسفان الأحفوري، الذي يعد من عصر الإيوسين المبكر، حيث تم العثور على بقايا أسنان قرش وأسماك قيثارة وفقاريات لتماسيح وأجزاء من هياكل سلاحف، وتعتبر هذه الأحافير محور الوصل والمضاهاة بين عدة مواقع، موضحة أن سور عسفان الأحفوري تكون قبل حوالي 55 مليون سنة من عصر الإيوسين الأسفل، ويقع شمال غرب محافظة عسفان بالقرب من البحر الأحمر، ويمتد طوله لأكثر من كيلومتر، ويبلغ سمكه من ستة إلى تسعة أمتار، كما يبلغ ارتفاعه 11 مترا تقريبا، كما يتكون من رواسب جيرية تغلب عليها الصبغة الدولوماتية والجلوكونيتية الفوسفاتية، ويمتاز بوجود كميات كبيرة من أحافير ثنائيات المصراع من الجنس كارديتا، وكذلك أحافير فقارية من الأسماك الغضروفية والعظمية وبقايا هياكل من السلاحف والتماسيح.
هذا ويعمل حاليا فريق الاستكشاف الأحفوري بمركز المسح والتنقيب في الهيئة بمواصلة أعماله البحثية في مختلف مناطق المملكة لاستكشاف المزيد من الأحافير المنقرضة منذ العصور القديمة ومعرفة بيئتها التي عاشت بها.