اخر زمن صار علاج طب الاسنان بات من الامر الصعب و ذلك بعدما حاصره الدولار جعله في وضع سيء جدا للبناني كون راتبه مازال على حاله وفق الليرة اللبنانية التي تبقى عاجزة عن تغطية اي حالة مرضية يتعرض لها صحة الفم و الاسنان .فكم من مريض تراجع عن المعالجة كونه لم يعد يملك المال الوفير لمعالجة اسنانه بعدما صار كل اداء طبي وفق سعر الفرش الدولار ؟ حتى عجز احد المرضى في معالجة ضرسه اذا به لجأ الى استعمال اللاصق لا ستعادته في فمه و هذا خطر جدا كونه يسمم فمه بصورة غير مباشرة .فما هو رأي الاطباء الاسنان و المختبرات طب الاسنان حول اخر ما وصلنا اليه من انهيار في القطاع الطبي منه طب الاسنان ؟
هوية صحة الاسنان
ان طب الأسنان المعروف باسم طب الفم، هو فرع من فروع الطب يتكون من دراسة وتشخيص ووقاية وعلاج أمراض واضطرابات وحالات تجويف الفم، عادةً في الأسنان (تطور وترتيب الأسنان) وكذلك الغشاء المخاطي الفموي والتركيبات والأنسجة المجاورة والمرتبطة بها، خاصة في منطقة الوجه والفكين. اذ يشمل مجال طب الأسنان بالإضافة إلى جوانب أخرى من المركب القحفي الوجهي بما في ذلك المفصل الصدغي الفكي وغيرها من الهياكل الداعمة والعضلية والليمفاوية والعصبية والأوعية الدموية والتشريحية. يسمى الممارس طبيب أسنان.
غالبًا ما يُفهم أن طب الأسنان يشمل التخصص الطبي البائد إلى حد كبير في طب الفم (دراسة الفم واضطراباته وأمراضه) ولهذا السبب يتم استخدام المصطلحين بالتبادل في مناطق معينة. على سبيل المثال، في أستراليا، يعتبر طب الفم تخصصًا في طب الأسنان. ومع ذلك، قد تتطلب بعض التخصصات مثل جراحة الفم والفك العلوي والوجه (إعادة بناء الوجه) درجات في الطب والأسنان لتحقيقها. اذ يُعتقد أن طب الأسنان كان أول تخصص في الطب الذي طور درجته المعتمدة مع تخصصاته الخاصة مما تدعو الحركة الحديثة لطب الأسنان القائم على الأدلة إلى استخدام الأبحاث والأدلة العلمية عالية الجودة لتوجيه عملية اتخاذ القرار مثل الحفاظ على الأسنان يدويًا، واستخدام معالجة المياه بالفلوريد ومعجون الأسنان بالفلوريد، والتعامل مع أمراض الفم مثل تسوس الأسنان وداء دواعم السن، وكذلك الأمراض المنتظمة مثل هشاشة العظام والسكري وأمراض الاضطرابات الهضمية والسرطان وفيروس نقص المناعة البشرية.
معاناة بسطور
من جهة اخرى ازاء الاقتصادية الخانقة بدأ عدد من أطباء الاسنان يفكرون جدياً باتخاذ قرار مؤلم بوقف العمل وإقفال عياداتهم في ظل هذا الارتفاع الكبير في سعر صرف الدولار واضطرارهم إلى شراء المستلزمات الطبية للأسنان على اساسه، مع ما يترتب على ذلك من ارتفاع في التكلفة على المريض بشكل يصعب تحمّله مما يعني ان الذهاب لطبيب الاسنان بات يحتاج الى ميزانية عالية جداً والدفع بالدولار ويعيد الأطباء السبب الى اضطرارهم لشراء المستلزمات من السوق السوداء. هذا ناهيك عن تأرجح الدولار وغياب الدعم المطلوب.
في هذا الاطار اوضج الاختصاصي في طب الاسنان الدكتور منير ضومط ل greenarea.info ان الكلفة المرتفعة لمعالجة الاسنان عكست سلبا على صحة الفم عند المواطن مما قال :”هناك صعوبة في معالجة الاسنان بفعل تاثير الازمة الاقتصادية لان كل المواد الطبية المستعملة تتطلب منا تامين فرش دولار و هذا سينعكس على صحة الاسنان لمرضانا لدرجة ان عملية تنظيف الاسنان باتت تتراوح حوالي 30 دولار فمن الصعب جدا تامينه خصوصا ذوي الدخل المحدود و ايضا الذين رواتبهم على قد حالهم مع فرق الدولار بات الامر صعب للغاية . فضلا عن تكاليف الحشوات في الاسنان و التلبيس و الزرع خصوصا انها باتت جدا مكلفة و الاسوء من ذلك بعض المرضى يلجأون الى اللاصق لتثبيت الاسنان دون ان يدروا انهم يدخلون السم في الاسنان”.
شروط المستودع
من جهة اخرى رأى الاختصاصي في طب الاسنان و النقيب الاطباء الاسنان سابقا الدكتور انطوان الخوري ل greeenarea.me عن الشروط المسبقة التي يفرضها صاحب المستودع او المختبرات لطب الاسنان قبل تسليم البضاعة مما قال :” ان تراجع الاقبال على طب الاسنان له عدة اسباب منها لان ليس هناك من المال لكي يستطيع المرضى العلاج فضلا عن ذلك جميع مواد السراميك مكلفة جدا او زرع الاسنان اي كله مستورد حتى المعجونة من الخارج. بمعنى ان المشكلة تكمن على الكلفة المرتفعة للمنتجات الطبية سواء عند الترصرص حيث لم نعد نستعمل المادة الداكنة السوداء بل البروسولان الابيض او الكراون بالمقابل كاطباء اسنان بات يتحكم بنا صاحب المستودع للمواد الطبية بتسعيرتها كلها وفق سعر الصرف الدولار عكس مما هو عليه في السابق كنا ناخذ منه كميات من المواد التي تستعمل لزرع للاسنان وفق الاستهلاك و في نهاية الشهر نحاسبة . اما اليوم فيطلب منا صاحب المستودع ان يكون الطبيب الاسنان في العيادة لكي يسلم بضاعته ليقبض ثمنها فورا من طبيب الاسنان . عندها فكيف سيكون حال المريض اذا كان راتبه مليونين ليرة او اقل كيف يعالج اسنانه لان اقل علاج ثمنه 50 دولار .”
اسعار الاسنان نار
في المقلب الاخر تحدث النقيب السابق لمختبرات طب الاسنان جمال الحاج لgreenarea.info عن المعاناة في شراء المستلزمات الطبية وفق فرش دولار مما قال: “بشكل عام نحن اكثر المتاثيرين كمختبرات طب الاسنان لان قطاع طب الاسنان ليس فقط طبي بل يعد من القطاع التجميلي مما شهد تراجعا كبيرا في هذا المضمار كون جميع المواد الطبية التي نشتريها وفق سعر صرف الدولار الفرش . عدا ذلك بعض الشركات الطبية رفعت اسعارها مما تاثرنا في عملنا سواء في مختبرات طب الاسنان ام طب الاسنان حيث هبطت قيمة الفواتير من 40 %الى 50 %كقيمة شرائية فاذا كنا ناخذ 200 دولار على عمل طبي مخبري اليوم صرنا ناخذ 100 دولار مما اثرذلك على طبيعة عملنا في ظل اللاستقرار بسعر الدولار جعل الوضع جدا سيئا. مع ذلك نحن نشعر مع الناس و نقدر الظروف الصعبة التي يمرون بها مازلنا نحافظ على نوعية المواد الطبية المستعملة حيث نعمل بضميرانساني حتى لو خسرنا من الارباح لكي لا نستعمل مواد غير جيدة لان بالنهاية انها تتركب في فم مريض لا يجوز ان نعمل بطريقة غير انسانية .”