ترتبط المستويات المرتفعة من ملوّثات الهواء بتلف العظام بين النساء بعد انقطاع الطمث، وكانت التأثيرات أكثر وضوحاً على العمود الفقري القطني، كما هو الحال في الشيخوخة الطبيعية، وذلك وفقاً لبحث جديد قاده علماء في كلية ميلمان للصحة العامة في جامعة كولومبيا، ونشرته دورية «إي كلينيكال ميدسين».
وأشارت الدراسات السابقة على الملوّثات الفردية إلى آثار ضارة على كثافة المعادن في العظام وخطر الإصابة بهشاشة العظام والكسور لدى كبار السن. ولكن الدراسة الجديدة هي الأولى التي تستكشف العلاقة بين تلوُّث الهواء وكثافة المعادن في العظام على وجه التحديد عند النساء بعد انقطاع الطمث، وأول دراسة لاستكشاف آثار خلائط ملوّثات الهواء على نتائج العظام.
وقام الباحثون بتحليل البيانات التي تم جمعها من خلال دراسة مبادرة صحة المرأة، وهي مجموعة متنوعة عرقياً من أكثر من 161 امرأة بعد انقطاع الطمث. وقدّر الباحثون حالات التعرض لملوّثات الهواء (ثنائي أوكسيد الكبريت – ثنائي أوكسيد النيتروجين – نوبليوم – بي إم 10)، بناءً على عناوين منازل المشاركين.
واستخدموا قياس امتصاص الأشعة السينية مزدوج الطاقة لقياس كثافة المعادن في العظام (كثافة المعادن بالعظام، الجسم كله، الورك الكلي، عنق الفخذ، والعمود الفقري القطني) عند التسجيل والمتابعة في السنة الأولى والسنة الثالثة والسنة السادسة.
ووجد الباحثون أن حجم تأثيرات أكاسيد النيتروجين على العمود الفقري القطني يصل إلى تخفيض كثافة المعادن بالعظام بنسبة 1.22 في المئة، «تقريباً ضعف التأثيرات السنوية للعمر على أي من المواقع التشريحية التي تم تقييمها»، ويُعتقد أن هذه التأثيرات تحدث من خلال موت خلايا العظام عن طريق التلف التأكسدي والآليات الأخرى.
ويقول مؤلف الدراسة الأول ديديير برادا، «تؤكد النتائج التي توصلنا إليها أن نوعية الهواء الرديئة قد تكون عامل خطر لفقدان العظام، بغض النظر عن العوامل الاجتماعية والاقتصادية أو الديموغرافية، ولأول مرة، لدينا دليل على أن أكاسيد النيتروجين، على وجه الخصوص، هي مساهم رئيسي في تلف العظام، وأن العمود الفقري القطني هو أحد أكثر المواقع عرضة لهذا الضرر».