كتبت زيزي اسطفان في “نداء الوطن”:
سنتان تقريباً مرّتا على بدء تلقي لقاحات كوفيد 19 التي تهافت الناس عليها كأنها حبل نجاة ينقذهم من براثن الفيروس القاتل. وتوالت الجرعات ثانية وثالثة ورابعة وإن خفّ التهافت عليها. بعض الناس رفضوا منذ البداية أخذ اللقاح لأسباب مختلفة، بعضها علمي وكثيرها أفكار مسبقة دينية أو عن عناد ورغبة في تحدي الفيروس…اليوم أقاويل تسمع عن أعراض غريبة أصابت فلاناً أو علتاناً نتيجة اللقاح. فهل بدأت تظهر آثاره السلبية أم هي مجرد أوهام في أذهان الناس الخائفين من كل شيء؟
موضوع كورونا ولقاحاتها يعود الى الواجهة من جديد مع انتشار الروايات والأخبار عن أعراض غربية تصيب البعض ولا يجدون لها تفسيراً. لا يتوقف الأمر عند ثرثرة وشائعات بل يتعداه ليطال حالات موت شباب بسبب أزمات قلبية مجهولة المصدر او جلطات دماغية اصابت البعض من دون إنذار. البعض يردّ كل ما يصيبه من مشاكل صحية أو نفسية الى «الطعم». حتى شعرها الذي لا ينمو كما يجب بعد قصّه ترده تريز الى «طعم» كورونا فيما يتهمه فؤاد بتراجع قدراته الرجولية… لكن بعيداً عن الأوهام المضخمة ثمة أعراض جانبية مختلفة لا ينكرها الأطباء مطلقاً.
منذ اسبوعين استفاقت روسيا على خبر مقتل العالم أندريه بوتيكوف الذي ساهم في اختراع لقاح سبوتنيك، وقبل ذلك أطلق الخبير في الإحصاءات الفرنسي بيار شايو كتاباً مدوياً أثار عاصفة من التعليقات المؤيدة والمعارضة يحمل عنوان «Covid-19, ce que révèlent les chiffres officiels» وقد ترك فيه للأرقام أن تتكلم وتكشف التضخيم المفتعل الذي رافق جائحة كورونا وصحة امتلاء المستشفيات وفعالية اللقاحات والأعراض الجانبية وكذلك صحة فحوصات الـ PCR التي تم اعتمادها كمرجع أول لتحديد أعداد المصابين… أما في الولايات المتحدة فيعمل عدد من المحامين على إثبات أن اللقاحات قد تسببت بأضرار جانبية لمتلقينها؛ ونشر مايكل غيهلاين وهو محامٍ متخصص بإصابات العمل وباحث قانوني مع خلفية طبية معمقة بحثاً موسعاً حول شركات الأدوية الكبرى التي يقول إنها تلاعبت بالناس وتحايلت عليهم عبر اللقاحات وربحت جراءها مليارات الدولارات… أما القنبلة الأخيرة فتتمثل بالخبر الذي انتشر منذ ايام ويؤكد أن كورونا فيروس تسرب من احد المختبرات في ووهان الصينية. حقيقة كورونا إذاً ولقاحاته لم تتكشف بعد، وبين من يؤمنون بنظرية المؤامرة حول نشأة الفيروس وصحة كل ما قيل عنه وبين المراجع الصحية والحكومات التي أعلنت الحرب عليه، لا يزال الجدل محتدماً.
ذعر مفتعل
وبحسب متخصصة بالكيمياء البيولوجية والبيولوجيا الجزيئية والمناعة الإنسانية الجينية ( وه) تابعت الجائحة منذ بداياتها وأدركت سريعاً ان ثمة تضخيماً غير مبرر لها كما تقول. فيروس كوفيد ليس جديداً وهو من عائلة فيروسات كورونا المعروفة ويشبه فيروس
s الذي انتشر منذ سنوات ولم يكن يتطلب حجراً صحياً كالذي فرض في بلدان عدة بإيعاز من الحكومات لأسباب سياسية. وقد دفعت هذه السياسات الإعلام الى تضخيم الأمر بغية خلق حالة من الذعر بين الناس.
وتؤكد الإختصاصية ـ وهي أستاذة في كلية الطب في الجامعة اللبنانيةـ أن 52 فيروساً مختلفاً يمكن أن تعطي نتيجة إيجابية خلال فحص الـPCR وليس الكوفيد وحده. أما حالات الوفاة التي تم الحديث عنها اثناء الجائحة ففيها مبالغة واضحة وكل عام يموت بسبب فيروسات الـ grippe أعداد كبيرة من الناس ولم يتم يوماً التحذير منه او الإشارة الى امتلاء المستشفيات بالمصابين به. ومعظم الذين دخلوا المستشفيات بسبب كوفيد هم من الحالات التي لديها استعداد مرضي أو من الذين أصيبوا بالذعر فتفاقمت حالهم بعد أن أجبروا على البقاء في منازلهم واتخاذ إجراءات قصوى كالعزل وغيره… وقد تم تضخيم اعداد الوفيات بحيث شملت كل من توفي عند إصابته بالفيروس حتى ولو لم يكن الفيروس السبب المباشر للوفاة. وتتساءل الاختصاصية اين صار فيروس كورونا ومتحولاته اليوم؟ ولماذا تم تضخيم المتحولات في حين أن كل العلماء يعرفون جيداً ان كل الفيروسات تشهد تحولات وطفرات جينية هي في مبدأ تكوينها.
من هذا المنطلق يمكن فهم السياسة التي اعتمدت في اللقاحات بحسب ما تقوله الخبيرة. «المبدأ الذي قام عليه اللقاح مشكوك فيه ولم يجرب سابقاً حتى أنه لا يؤمن حماية تامة من الفيروس بل يخفف من أعراضه. ولو لم يتم خلق هذا الذعر عند الناس وإلزامهم بإجراءات حجر صارمة لما صار هذا التهافت على أخذ اللقاح وبالتالي لما استطاعوا كسب الأموال الطائلة. سابقاً كان العلماء يمضون سنوات لإنتاج لقاح فكيف ولدت لقاحات كوفيد بهذه السرعة؟ ولماذا اصرت الشركات المنتجة على عدم التكفل بأية أعراض جانبية تحدث من جرائه وأجبرت الدول على توقيع هذا العقد كشرط اساسي للحصول عليه. ولماذا لم يتم الاعتراف بأدوية أثبتت منذ زمن بعيد قدرتها على مقاومة الفيروسات مثل دواء إيفرمكتين؟».
حقائق تتكشّف
اسئلة قد تثير الغضب عند المقتنعين بأهمية اللقاح والدور الذي ادّاه في محاربة الجائحة وإيقاف تداعياتها. لكن الاختصاصية المتابعة عن كثب لكل السجالات العلمية الدائرة بين الطرفين تقول إن الأعراض الجانبية للقاحات قد بدأت تظهر منذ سنة وأكثرها أمراض قلبية تصيب الرياضيين الشباب بشكل خاص إضافة الى أعراض مختلفة غريبة مثل عدم انتظام الدورة الشهرية عند النساء. وقد بدأ اشخاص يخرجون الى الإعلام ويتكلمون ويشكون من أعراض غريبة لكن يبدو أن قانون الصمت وكم الأفواه يطبق على كل من يحاول الكلام وكشف الأمور، فالمسؤولون ليس لديهم ما يقولونه بعد أن اختبروا اللقاح على الناس دون ابحاث معمقة تثبت أهليته التامة وعدم تسببه بمضاعفات. ما يحدث ليس قطعاً أوهاماً وإن اختلفت الأعراض من شخص الى آخر واعتماد اللقاحات على الحمض الريبي النووي RNA المصنّع جعلها تدخل الى تركيبة الخلايا متسببة بأعراض جانبية متعددة لا يمكن التكهن بمسارها كما أنها ساهمت في تخفيض المناعة الأصلية للجسم. لكن لحسن الحظ لا تصيب هذه المضاعفات الجميع إذ أنها تعتمد على حالة الشخص الصحية ونقاط ضعفه وحالة خلاياه. لكن ما يمكن ملاحظته هو أنه كلما زاد عدد الجرعات زاد خطر حدوث مضاعفات كما تقول الاختصاصية.
«اليوم للاسف «من ضرب ضرب ومن هرب هرب» وقد بات اللقاح اسوأ من الفيروس لكنهم هيأوا الأرضية الصالحة عن طريق زرع الذعر بين الناس فلم يجرؤ أحد على الشك أو التساؤل حول الأعراض التي يمكن أن تنجم عن اللقاحات».