نشرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ تقرير التقييم السادس (AR6)، في سلسلة من التقارير الهادفة إلى تقييم المعلومات العلمية والتقنية والاجتماعية والاقتصادية المتعلقة بتغير المناخ. وجمع التقرير أهم النتائج المتعلقة بتغير المناخ، وسلط الضوء على بعض الإجراءات الرئيسية التي يجب على الحكومات والبلدان اتخاذها على الفور، في حال أرادت تجنب كارثة المناخ، بحسب صحيفة “ذا غارديان” البريطانية، وهي:
1 – تقليل الميثان
تخفيض نسبة الملوثات المناخية قصيرة العمر، وعلى رأسها الميثان، يمكن أن يخفف أكثر من نصف درجة من الاحتباس الحراري. ويُنتج الميثان من النفط والغاز ومناجم الفحم وتربية الحيوانات والمصادر الطبيعية، وهو أحد غازات الدفيئة الأقوى بنحو 80 مرة من ثاني أكسيد الكربون. لكنه لا يدوم إلا حوالي 20 عاماً قبل أن يتحلل إلى ثاني أكسيد الكربون.
ويقول مؤسس معهد الحوكمة والتنمية المستدامة في الولايات المتحدة، دوروود زالكي، إن “التخلص منه هو أفضل طريقة لإبطاء الاحترار على المدى القريب”.
2 – وقف إزالة الغابات
يؤثر قطع الغابات المطيرة على امتصاص الكربون في العالم، ويهدد بنقل العالم إلى “نقطة تحول” تصبح عندها الغابات الشاسعة، مثل الأمازون والكونغو، مصادر لثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، بدلاً من أن تساهم في امتصاصه.
وتعدّ الغابات المتبقية في العالم نقاطاً حيوية للتنوع البيولوجي. لذلك، فإن الحفاظ عليها لا يساهم في الحفاظ على حياة رئة كوكبنا فحسب، بل إنه أمر ضروري لبقاء الكثير من الكائنات، بالإضافة إلى السكان الأصليين.
3 – استعادة الأراضي المتدهورة الأخرى
تحتل الغابات عناوين الصحف. لكن العديد من الجوانب الأخرى للنظم البيئية الطبيعية التي تمتص الكربون تتدهور، وتفيد استعادتها الطبيعة والمناخ. وتخزن الأراضي الرطبة والأراضي الخثية (أحواض تخزين كربون ذات قيمة، ولكن جرى تجفيف معظمها لاستخراج الخث أو الاستخدام الزراعي) كميات هائلة من الكربون، لكنها مهددة وتستنزف بالزراعة.
المحيطات نفسها عبارة عن أحواض ضخمة للكربون، لكن قدرتها على امتصاص وتخزين الكربون تتعرض للتهديد بشكل متزايد في ظل درجات الحرارة المرتفعة. وقف الصيد الجائر على سبيل المثال، والسماح للنظم الإيكولوجية البحرية الطبيعية بالتجدد، من شأنهما أن يعيدا بعضاً من دورة الكربون الطبيعية للمحيطات.
4 – تغيير الزراعة والطريقة التي نأكل بها
سيكون إطعام سكان العالم في المستقبل من خلال استخدام النظم الغذائية الحالية أمراً مستحيلاً. لكن التحول إلى نظام غذائي أكثر استدامة وغني بالنباتات وقليل اللحوم ومنتجات الألبان من شأنه أن يقطع شوطاً طويلاً.
لحسن الحظ، يمكن أن توفر الأساليب الزراعية الحديثة باستخدام تقنيات زراعية حديثة في الحفاظ على العائدات مع تقليل التأثير على المناخ والطبيعة. كما أن الحد من هدر الطعام يعد أمراً مهماً، مع الإشارة إلى أنه يُهدر ثلث إجمالي الأغذية المنتجة للاستهلاك البشري على مستوى العالم.
5 – الطاقة المتجددة
أصبحت الطاقة المتجددة (طاقة الرياح والطاقة الشمسية) أرخص من الوقود الأحفوري في معظم أنحاء العالم. ووجدت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتقليل تحويل الأراضي إلى الزراعة كانت التدابير ذات الإمكانات الأقوى للحد من الاحتباس الحراري وانبعاثات الغازات الدفيئة في العالم.
6 – كفاءة الطاقة
وجدت وكالة الطاقة الدولية أن استخدام الطاقة بشكل أكثر كفاءة يعد أكبر مساهم محتمل في الوصول إلى صافي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
7 – التوقف عن حرق الفحم
التحوّل من الفحم إلى الطاقة العاملة بالغاز من شأنه أن يقلل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. لكن العديد من الحكومات، من بينها الصين التي وافقت مؤخراً على أكبر توسع لمحطات الطاقة التي تعمل بالفحم منذ عام 2015، بالإضافة إلى الهند وأستراليا، ترى أن الفحم ضرورة لأمن الطاقة الوطني. لكن يبقى الأمر ممكناً. ففي البلدان النامية، منها جنوب أفريقيا وفيتنام وإندونيسيا، بدأت شراكات في مجال الطاقة تهدف إلى مساعدة العمال على الانتقال من الفحم إلى وظائف تتطلب مهارات عالية في توليد الطاقة المتجددة.
8 – وضع المناخ في قلب عملية صنع القرار
تاريخياً، كانت وزارات البيئة على الهامش، وتتبع وزارات المالية والأعمال. إلا أن ذلك لم يعد ممكناً. وأصدرت اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ نداءً ليكون المناخ في قلب السياسات الحكومية.