من منا لم يمر بالظروف الصعبة ازاء الازمة الاقتصادية الخانقة حيث نعيش دوامة القلق الى حد الاكتئاب من كثرة التفكير ازاء ما نمر به من ازمات مما ندور في حلقة مفرغة من الافكار المتشعبة دون نتيجة اذ بنا نتوقع السيء لحياتنا لان لم نعد نملك اي شيء لصمودنا و مقاومتنا في الاستمرار بالعيش الكريم . هذا التفكير الزائد المفرط له اسبابه و حلوله بين ايدي خبراء في علم النفس حيث يشرحون هذه الحالة النفسية الاجتماعية باسهاب و مدى علاقتها بالمرونة الفكرية في كيفية تخطى المصاعب بتفكير مرن و سلس .مما يطرح السؤال نفسه : ما هي ابرز النقاط الرئيسية لتعزيز المناعة النفسية في مواجهة المصاعب ؟
الاسباب متعددة
في هذا الاطار تفيد المعلومات العلمية وفق خبراء علم النفس ان هنالك عددًا من الأشخاص يعانون من تدفّقات دائمة ومستمرّة للأفكار في عقولهم. فأصحاب التفكير الزائد المزمن Chronic Overthinkers غالبًا ما يستعيدون في رؤوسهم الحوارات والأحاديث التي قاموا بإجرائها بالأمس، أو يشكّكون بكلّ قرار يتخذونه، أو يتخيّلون مخرجات كارثية لكلّ شي، طوال اليوم، وكلّ يوم!
اذ ان التفكير الزائد لا ينطوي على الكلمات وحسب، فالمفرطون في التفكير يستحضرون في عقولهم صورًا كارثية أيضًا من محض مخيّلتهم. حيث يمكنك أن تشبّه عقلهم بفيلم سينمائي تهوي فيه سيّارتهم مثلاً من على جرف أو يستمرّون فيه بالتفكير في أحداث سيئة مرّوا بها مرارًا وتكرارً.
قد لا تشعر بأنّ التفكير الزائد سيءٌ إلى هذا الحدّ، لكن إن كنت تعاني منه حقًا فأنت تعلم تمام العلم كم هو مرهق ومستنزفٌ للطاقة ومتعب للنفس. حيث ينطوي الإفراط في التفكير أو الـ Overthinking عادة على نمطين أساسيين من التفكير المدمّر هما التحسّر، والقلق المستمرّ.
مما ينطوي التحسّر عادة على التفكير المستمرّ بالماضي، وقد يتضمّن أفكارًا مثل:
ما كان يجدر بي قول تلك الأشياء خلال الاجتماع بالأمس. لا شكّ أنّ الجميع يعتقد أنّي أحمق.
كان يجدر بي البقاء في وظيفتي السابقة، لكنتُ حينها أكثر سعادة ممّا أنا عليه الآن.لم يعلّمني والداي كيف أعزّز ثقتي بنفسي. مخاوفي وشعوري الدائم بعدم الأمان يحولان دومًا دون أن أتقدّم في حياتي.
أمّا القلق المستمرّ، فهو ينطوي في الغالب على أفكار وتنبؤات سلبية وأحيانًا كارثية حول المستقبل. فنجدُ أفكارًا مثل:
أعلم أنّي سأُحرج نفسي في الغد حينما أقدّم ذلك العرض. سأنسى كلّ شيء يتعيّن عليّ قوله.
سيحصل جميع زملائي على ترقيات قبلي. أعلم أنّنا لن نملك أبدًا ما يكفي من المال للتقاعد. سنُصاب بالمرض، ولن نستطيع الاستمرار في العمل، ولن يكون لدينا مالٌ يكفي.
في المقلب الاخر بحسب دراسة أجريت في كليّة هارفارد الطبية على مجموعة من الأشخاص ممّن تتراوح أعمارهم بين 60 و70 سنة وبين المعمّرين الذين تزيد أعمارهم عن مئة سنة، تبيّن أنّ أولئك الذين توفوا في أعمار أصغر يمتلكون نسبة أقلّ من البروتين التي تهدّئ الدماغ.
التفكير الزائد يرهق عقلك، ويؤدّي بالتالي إلى استنزاف هذا البروتين وتقليل نسبته في الدماغ. ذلك لا يعني أنّك ستموت في سنّ الثلاثين إن كنت من أصحاب التفكير المفرط، لكنه سيؤثر بلا شكّ تأثيرًا سلبيًا على دماغك ويؤدي إلى مشاكل وأمراض كالخرف والزهايمر وغيرها من الأمراض العقلية، التي وبحسب الدراسة السابقة تؤثّر على مدّة الحياة وتسبّب الوفاة في عمر أصغر.
كيفية التخلص من دوامة التفكير
في هذا السياق تحدثت الاختصاصية في علم النفس الدكتورة ايفي شكور ل greenarea.info عن ابرز المحطات التي يمر بها الذي يعاني من التفكير المفرط من حالات قلق و اكتئاب مما قالت :”لاشك ان الافراط في التفكير له عدة تفسيرات وفق المدارس العلمية فالذي يحدث عند الذي يعاني من الافراط في التفكير اشبه ببالون منتفخ يتعرض لعدة لكمات اما ان يتحملها و يبقى صامدا او يهبط ارضا هكذا الانسان او ان يتحمل المصاعب او ان يستسلم ويقع ارضا عندما يتلقى سلسلة ضربات موجعة . مع العلم في الحقيقة فلو كان هناك حبة تشفي كل الحالات لكان الامر جيدا. لذلك عندما يعيش الانسان في دوامة التفكير يهلك نفسه من كثرة القلق سواء على المصير دون نتيجة ام حدث مؤلم يعيشه اشبه بحبة الفاصوليا هناك اشخاص يتناولونها من دون ان تسبب لهم اي ازعاج و منهم من يحتاج الى حبة دواء لكي يتناولونها بمعنى هناك احداث مررنا بها مازال البعض يتأثر بها واخرين تناسوها او بالاحرى تخطوها مثل انفجار 4 اب و اخر حدث عاشه لبنان قوة الهزة الارضية التي هزت اللبنانيون و زادت فيهم الكثير من القلق و الرعب و كثرة التفكير في هذه الدوامة في كيفية التعامل معها منهم من احضر حقيبته للهروب و منهم لم يحرك ساكنا .”
الجدير ذكره وفق الدكتورة شكور ان هناك عدة طرق للعلاج في كيفية تخطي الافراط في التفكير الا و هي حسب قولها :” هناك عدة طرق للعلاج متبعة منها في اللجوء الى الاسترخاء او المعاينة الطبية عند الطبيب النفسي وتناول المهدئات او الخضوع لعدة جلسات عند المعالج النفسي لكي يتخلص من دوامة حالة القلق المستمرة التي يعيشها.”