يعتبر التبضع مشقة يومية في جزيرة القديسة هيلانة، فكل السلع تقريبا تستورد إلى هذه الجزيرة الواقعة في جنوب المحيط الأطلسي. وأخبر فرانسوا هافنر وهو فرنسي أتى ليمضي أسبوعا في هذه الجزيرة المعروفة بسانت هيلينا التي نفي إليها نابليون “قد تجد الزبدة في متجر والليمون في متجر آخر والصلصة في متجر ثالث، لكن البيض ليس متوفرا كل اليوم ولن تجد من يبيعك سلطة”. وأضاف “ينبغي شراء السمك قبل الواحدة ظهرا والخبز بعد الحادية عشرة صباحا وتغلق جميع المتاجر أبوابها عند الخامسة من بعد الظهر”. ولخص هافنر الوضع قائلا “ما من متجر يقدم لك كل ما تحتاج إليه وقد يستغرق التبضع وقتا طويلا”. وفي أسوأ الأحوال، يمكن شراء الأطعمة المثلجة. ويبدو أن سكان الجزيرة البالغ عددهم 4200 نسمة خاضعون للأمر الواقع وهم يعولون على سفينة “آر ام اس سانت هيلينا” التي تأتي كل ثلاثة أسابيع من الكاب في جنوب افريقيا محملة بالحليب والبطاطا وهي سلع تسوق في اليوم التالي، فضلا عن زجاجات المياه وعلب البيض التي تطرح في المتاجر في اليوم الثالث. لكن حتى تسويق البضائع في المتاجر التي لا يتخطى عددها العشرة في العاصمة جيمستاون هو غير منتظم. وقد أقر ديفيد بريس وهو بريطاني يدرس الحشرات منذ سنتين في هذه الجزيرة التابعة للمملكة المتحدة بأن “المرء لن يموت من الجوع طبعا، لكن من الأفضل عدم البحث عن سلع معينة”. وهو كشف “لا بد من زيارة المتاجر كل يوم، وإذا وجدتم شيئا اشتروه”. غير أن تارا توماس التي تدير أربعة متاجر عائلية لا توافقه الرأي وهي تندد بهذا النوع من التصرف قائلة “عندما تصل زجاجات الماء إلى المتاجر، يشتريها الزبائن بكميات كبيرة، ما يتسبب بنقص في هذه السلع مجددا”. وهي أقرت “لما كنا لنواجه كل هذه المشاكل لو تصرف الزبائن تصرفا عاديا”. وتستورد أغلبية المنتجات المستهلكة في جزيرة القديسة هيلانة من بريطانيا وجنوب افريقيا. ولا تنتج الجزيرة الكثير من السلع الاستهلاكية. ويقتصر إنتاجها على السمك (التونة خصوصا) ولحوم الخنزير والماعز والدواجن والقليل من البيض والطماطم والخيار والموز. كما أنه يتم تبادل أغلبية الإنتاج المحلي بين سكان الجزيرة أو يتم شراؤه مسبقا من قبل الفنادق والمطاعم قبل حتى أن يصل إلى الأسواق. لكن بعض الشباب قرروا خوض غمار الزراعة، مثل مارتن جوشوا وهو المزارع الوحيد الذي يوفر الخيار والطماطم بانتظام. وندد الشاب بغياب التنسيق بين المزارعين، قائلا إن “الجميع ينتج المواد عينها في الوقت عينه”. وأكد آيرن ليغ وهو مرشد سياحي شاب ينتج الموز أن “المشكلة هي في عدم انتظام الإنتاج. فلا يمكن للتجار أن يتكلوا علينا وينبغي لهم من ثم استيراد السلع”. وبات القلق يساور التجار. فسفينة “آر ام اس سانت هيلينا” ستوقف رحلاتها المنتظمة من الكاب الممولة من الحكومة البريطانية العام المقبل. ونظرا لقلة الحاويات المنقولة، تعرض شركات الشحن البحري التي لجأت إليها السلطات أن ترسل سفنها كل شهرين إلى الجزيرة أو كل ستة أسابيع في أحسن الأحوال. وكشف نيك ثورب وهو من كبار المستوردين والموزعين في الجزيرة “أعتقد أننا سنضطر إلى تمويل الرحلات البحرية إذا أردناها أن تكون أكثر انتظاما”. وكالة الصحافة الفرنسية

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This