بحسب الهيئة الحكومية المعنية بتغير المناخ، وفي تقرير لمشروع الكربون العالمي، فإن ارتفاع نسبة الغازات الدفيئة بلغت (2.5%) للعام 2014، أي وصلت إلى مستوى قياسي يقدر بنحو 37 مليار طن في أرجاء المعمورة . وبحسب التقرير، فإن كوكب الأرض يتجه نحو ارتفاع درجات الحرارة بنحو أربع درجات مئوية بحلول نهاية القرن ما يعده العلماء أمرا خطيرا، فبهذه الوتيرة تكون الإنسانية قد استنفذت في 30 عاما الحصة المتبقية لانبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون، لذا وجب تحديد الاحتباس الحراري في درجتين حراريتين مئويتين فقط. اجتمع مفاوضون من أكثر من 190 دولة  في ديسمبر في العاصمة البيروفية ليما للمشاركة في المفاوضات التي ترعها الأمم المتحدة والهادفة إلى التصدي لظاهرة التغيير المناخي، وتعد ليما حلقة من ضمن سلسلة مباحاثات طويلة جرت بشأن التغير المناخي، لكنها الحلقة التفاوضية الأخيرة قبل مؤتمر باريس 2015 الذي من المؤمل التوصل فيه إلى اتفاق عالمي بشأن المناخ. تتضمن أجندة قمة ليما الدورة العشرين لمؤتمر أطراف الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ والدورة العاشرة لمؤتمر الأطراف في برتكول كيتو الذي سيحدد توجه المفاوضات الخاصة بإنشاء نظام مناخي جديد للتغلب على حدود برتكول كيتو. وجاء المؤتمر كخطوة استباقية نحو إرساء قواعد اتفاق عالمي للتحول المناخي. كما ستستمع القمة لصوت المجتمع المدني في قمة لاحقة للشعوب بشأن التغير المناخي، وقد أعلنت ليما مسيرة كبرى في عاصمة بيرو وأماكن أخرى من العالم في العاشر من ديسمبر الجاري، وذلك لرفع الوعي بمسألة المناخ. مفاوضات طويلة الأجل بدأت الاستجابة السياسية الدولية لتغير المناخ بإقرار الأمم المتحده للاتفاقية الإطارية بشأن تغيُّر المناخ في العام 1992 التي وضعت إطارا للعمل لتثبيت تركيز غازات الدفيئة في الغلاف الجوي بهدف تجنب التدخلات الخطيرة الناشئة عن أنشطة بشرية في النظام المناخي الذي وقعت عليه 196 دوله بدا حيز التنفيذ فيه 12/مارس 1994. في ديسمبر 1997 وافقت وفود مؤتمر الدول الأطراف في دورتها الثالثة التي عقدت في كيتو اليابان على بروتوكول للاتفاقية يلزم الدول الصناعية والدول في مرحلة التحول لاقتصاد السوق بتحقيق أهداف تخفيض الانبعاثات وقد وافقت الدول المعنية بتخفيض نحو 5% من مستوى الغازات المنبعثة لديها، وذلك في الفترة بين 2008 -2012، وهي ما سميت بفترة (الالتزام الأولى) . وعلى مدى الـ 24 عاما والعالم يشهد سنويا انعقاد مؤتمرات الأطراف أو الـ (cop) لتقييم التقدم المحرز في التعامل مع تغيير المناخ وعقد منذ 1992 (18) مؤتمرا كانت أولها بمونتريال ثم بالي ثم كوبنهاغن وكانكون بالمكسيك ديربان بجنوب أفريقيا والدوحة مرورا بوارسو وأخيرا ليما. جاءت نتائج تلك المؤتمرات والدورات مجتمعة في نقطتين مهمتين أولهما أنه لا بد من عمل تخفيضات كبيرة من الانبعاثات الغازية بغرض الحد من زيادة درجات الحرارة بما يساوي درجتين مئويتين، ثانيا أنه لابد أن تكون هناك فتره زمنية محددة لوضع إجراء ملزم وقانوني. وركزت جميع القمم التي عقدت على الإجراءت والحلول التي تطبقها الحكومات الوطنية لتعجيل التقدم المحرز في مجالات تسهم بقدر كبير في الحد من الانبعاثات وتقوي القدرة على تحمل تغير المناخ. وتعد قمة ليما محطة مهمة في مفاوضات التغيير المناخي، حيث شهدت دفعة قوية، وذلك بعد أن وعدت أكثر الدول إنتاجا للكربون، الولايات المتحدة والصين ودول الأتحاد الأوربي بتخفيض وتحديد انبعاثاتها الكربونية في السنوات العشرة الأخيرة وعدا وإن كان يصعب الوفاء به لكنه يرسل رسالة مهمة إلى دول العالم مفادها اقتسام العبء والمسؤولية لرفع الوعي بمشكلة المناخ. ورسالة أخرى لأصدقاء الأرض والمهتمين بالشأن البيئي وحثهم على مواصلة حراكهم ورفع وعي الشعوب بمشكلة المناخ. رغم كل ذلك يظل السؤال قائما هل تكون تلك المفاوضات كافيه لمواجهة التحديات والتبعات السلبية لتغير المناخ. المصدر : اليوم التالي

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This