أين هي قلوب اللبنانيين اليوم ؟ هل أن قلوبنا مع الطبيعة الجميلة والشاطىء الطبيعي والغابات والأزهار البرية التي تجعلنا نقول سبحان الخالق ؟ أم ان قلوبنا مع الدولارات الخضراء التي تغرينا لنشتري بها السيارات والعقارات والثياب من خلال تدمير ما ورثناه من أجدادنا أو بيعه بهدف المشاريع الإستثمارية؟
مضى عام كامل على أكبر حريق غابات في لبنان أصاب منطقة وادي شحرور – بطشيه – بعبدا- اليرزه … ماذا تغير منذ سنة ؟ هل وضعت خطة طوارئ لمنع تكرار ما حدث ؟ هل تم تجهيز البلديات بمعدات وتدريبات ؟ هل تمت توعية المجتمع الأهلي ليراقب ويساند ؟ هل عوقب من تسبب بالحريق؟ بحكم كوني أهتم مع رفاقي في جمعية الأرض-لبنان بحماية غابة خندق الرهبان في بعبدا منذ عشرين عاماً لم أسمع بأي نشاط او خطة تجعلنا نشعر ان ما تبقى من مساحات خضراء سوف يكون بأمان هذا العام أين قلوبكم أيها المسؤولون؟ لو أن القضية مادية لكنا سمعنا بسياسة تقشف تحد من تصاعد الدين العام ، ولكن كل أسبوع نسمع بقروض لمشاريع زفت وباطون وبملايين الدولارات في حين أن مشروع مراقبة الحرائق ومكافحتها في بداياتها لا يتجاوز بضعة آلاف الدولارات لكل غابة تشمل آلية تحمل خزاناً ومضخة ونرابيش ومعدات فردية تضم مخابط ومجارف ومرشات مياه على الظهر وكمامات وأجهزة إتصال … أين قلوبكم أيها اللبنانيون ؟ لماذا يستشهد الشبان لحماية الأرض؟ هل من أجل ان نحرقها ونبيعها مشاريع عقارية ؟ يبدو اننا بحاجة لمعالجة القلوب لكي تشفى البيئة على أمل أن تنبض قلوبنا بحب الوطن كنزنا الوحيد لنا ولأولادنا
