الوكالة الوطنية للإعلام ـ حسنا جعيتاني | وطنية – في حزيران من كل عام ترتفع سحب دخان في قرى الضنية، ليس بسبب الحرائق او ما شابه بل بفعل مشاحر الفحم، منها المنظم نوعا ما بعيدا عن الاحياء السكنية ومنها العشوائية بين المساكن. ارتفاع عدد المشاحر في المنطقة وامتدادها الى قرى في وسط زغرتا أدى الى بلبلة في صفوف الاهالي الذين رفعوا الصوت عاليا من الروائح المنبعثة منها، مناشدين عبر مواقع التواصل الاجتماعي ايقافها رحمة بالبيئة والصحة ومطالبين الدولة بالتدخل. وفي هذا الاطار، وجه الاب رائد صرخة لايقاف هذه المشاحر التي “تؤرق المواطنين، نظرا لما يسببه وجودها من أضرار في البيئة والمزروعات والإنسان، وما تخلفه من سحابات من أول وثاني أوكسيد الكربون”، مؤكدا “ان البيئة صديقتنا، ويجب أن نحافظ عليها لما تكتنزه من ثروات طبيعية”، مشيرا الى ان هناك أيادي تلعب دورا كبيرا في تلوث الهواء وتعكير صفو السماء”، وقال: “من هنا، ومن خلال ما وصلنا من شكاوى الاهالي، خصوصا خلال الليل، نعرض قضية وجود مشحرة وسط قرانا والتي لا تبعد سوى بضعة امتار عنا. ومن له اذنان فليسمع ويتصرف”. صرخة الاهالي يقابلها صرخة العاملين في مشاحر الفحم الذين يؤكدون ان لا اضرار لمشاحرهم وانهم يحضرونها بطريقة مدروسة، مشيرين الى المضاربة الاجنبية “التي خربت بيوتنا، ولم تعد هذه المهنة تؤمن معيشتنا كما في السابق”. “ابو اسعد”، احد العاملين في المشاحر، اكد ان قسط مدارس اولاده كان يؤمنه من تجارة الفحم اما اليوم فبالكاد يكفي ثمن انتاج مشحرة لمعيشة شهر واحد فقط. وقال: “ان الاستيراد خرب بيوت مصنعي الفحم من المزارعين الفقراء الذين كانوا يتكلون على المواسم اوائل الخريف واواخر الربيع لتأمين معيشتهم”. اما ام لمياء، فقد اكدت ان تجارة الفحم في المنطقة لم تعد كما كانت سابقا، لافتة الى ان المشاحر كانت قبل سنوات عملا مربحا للاهالي لتأمين عيشهم، انما اليوم هناك مضاربة اجنبية مع الفحم المستورد ولو ان نوعيته، حسب رأيها، ليست بجودة الفحم اللبناني الذي تستغرق عمليات انتاجه نحو اسبوع كامل ويمر في عدة مراحل من تجميع الحطب الى بناء الشكل الهرمي ووضع الجمرات داخله ليحترق الحطب ببطء ومن ثم نبش الهرم وفرز فحمه الذي يصل وزنه الى طن تقريبا”. بعض المزارعين الذين يحضرون المشاحر، ربما، لا يعرفون مدى ضررها على البيئة وعليهم، الا ان الاكيد ان تجار الفحم على علم بأن عملية التشحير تؤدي الى انتشار غازات سامة واهمها أول أوكسيد الكربون وثاني أوكسيد الكبريت، اضافة إلى الغبار والرماد ما يتسبب بأمراض في الجهاز التنفسي ويصيب بشكل مباشر العاملين فيها، كما ان هذه الغازات تترك اثرا سلبيا على الاشجار المجاورة على المدى الطويل. في الماضي، كانوا يقولون عن الفحم انه “الذهب الاسود”، انما اليوم بات لا يرد تعب اصحابه حسب بعض المزارعين الذين يعتبرون ان التحضير للمشحرة وصولا الى تحولها الى فحم يستغرق نحو شهر لتباع بحوالى 500 الف ليرة لبنانية، فيما كانت اصغر مشحرة في الماضي تؤمن لصاحبها ما لا يقل عن مليون ليرة، والسبب المضاربة الاجنبية.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This