إن دخول العناصر الغذائية طبيعياً إلى الأنظمة المائية هي ظاهرة طبيعية، إلا أنه عندما تزيد هذه الكميات بصورة كبيرة نتيجة للأنشطة الإنسانية، فإن هذه الظاهرة تشكل خطراً بيئياً، وتدعى بـ “الإثراء الغذائي الاصطناعي” والمسببات لذلك كثيرة.

تزداد خصوبة البحيرات بفعل ما تتلقاه من عناصر غذائية، وخصوصا استعمال الأسمدة الكيميائية في الزراعة حيث يُجرف ما يزيد عن حاجة النبات لتنتهي بالجداول والبحيرات.

تلعب المخلفات البشرية والمكوّنات العضوية دوراً هاماً أيضا، فضلا عن المنظفات ذات الأساس الفوسفاتي، والمخلفات الحيوانية ومخلفات مصانع الكونسروة والجلود، مما ينتج عن تفككها آزوت وفوسفور إضافة إلى بعض المركبات الأخرى.

إن توفر عنصري الآزوت والفوسفور يعني ازدهار العوالق النباتية والحيوانية واتجاهها نحو “النمو الأسي” Exponential growth (تكوُّن وفرة الموارد)، وعند موتها تتراكم في أسفل البحيرة لتحلل، وبالتالي تتحرر هذه العناصر مرة أخرى لتنتشر إلى السطح وتستخدم مرة ثانية.

ينتج عن ذلك نموا سريعا لـ “الاشنيات” Lichens (هي عبارة عن كائنات تعايشية تتكون من ترافق بين الطحالب الخضراء المجهرية أو البكتيريا الزرقاء cyanobacteria)، بحيث تصبح سائدة مما يخفض القيمة الجمالية والسياحية للبحيرات، كذلك فإن “الاشنيات” تفرز مادة سامة تؤثر على الثروة السمكية والحياة الإنسانية.

وهذا واضح عند الذهاب إلى “بحيرة قطينة” في محافظة حمص، فعندما تصل إلى مسافة أمتار منها تبدأ رائحة كريهة قوية بالظهور شبيهة برائحة الكبريت، بحيث لا تستطيع البقاء في المكان، وعندما تنظر إلى قعر البحيرة تشاهد لونا قاتما مائلا للسواد، دون أي مظهر من مظاهر الحياة، وذلك نتيجة تلوثها من مخلفات معمل السماد الآزوتي.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This