قبل نحو 9 سنوات ونصف، أطلقت وكالة ناسا المسبار “نيوهورايزونس” (آفاق جديدة) من ولاية فلوريدا الأمريكية، وعبر السنوات الماضية قطع المسبار مليارات الكيلومترات، ليصل للكوكب القزم بلوتو
وقطع المسبار “نيوهورايزونس” (New Horizons) المسافة إلى الكوكب القزم بسرعة هائلة بلغت معدل أكثر من مليون كيلومتر تقريبا يوميا، ليصل حاليا إلى حافة بلوتو، على بعد 12500 كيلومتر فقط منه، ليرسل لعلماء ناسا تفاصيل جديدة لم تُعرف من قبل عن ذلك الكوكب الجليدي القزم وقمره “شارون”. ويعد القمر شارون أحد أهم الأسباب التي جعلت دراسة كوكب بلوتو القزم مثيرا للعلماء، حيث أن قطر القمر شارون يبلغ 750 ميل، أي تقريبا نصف قطر الكوكب القزم نفسه الذي يبلغ 1473 ميلا، الأمر الذي جعل بعض العلماء يُعدون الجُرمين السماويين على أنهما “النظام الثنائي” الوحيد المعروف في المجموعة الشمسية. والمعروف أنه في الأنظمة الثنائية يدور الجسمان في مدار واحد حول مركز جاذبية مشترك، وبما أن كتلة الأرض تبلغ حوالي 81 مرة ضعف كتلة القمر شارون، لذلك يدور هذا القمر في مدار واسع حول الأرض، لأن كتلة بلوتو ليست سوى حوالي 8.5 مرة ضعف كتلة شارون، وهذا لا يكفي لبلوتو حتى يكون مركز مدار شارون. وكشفت قياسات المسبار نيو هورايزونس أن بلوتو وشارون يبعدان فقط 12200 ميل عن بعضهما البعض، بينما يبعد كوكب الأرض عن قمره أكثر من 238 ألف ميل. ويعتقد العلماء، بسبب كل ما سبق، أن العلاقة الوثيقة بين بلوتو وشارون ليست من قبيل المصادفة، بل إن جميع الاحتمالات تشير إلى أن الاثنين كانا جزءا من جسم واحد، حتى لحظة اصطدامه بجسم آخر في مراحل مبكرة من عمر المجموعة الشمسية. ومع ذلك تشير البيانات التي جمعها فريق نيو هورايزونس إلى اختلافات جذرية بين بلوتو وقمره شارون، فبلوتو لديه بيئة داخلية صخرية وغلاف جوي محدد، أما شارون فليس لديه غلاف جوي، ويحتوي على كمية من الجليد مساوية لكمية الصخور عليه. واكتشف العلماء غازات النيتروجين والميثان وأول أكسيد الكربون في ثلوج بلوتو، في حين يتكون معظم جليد القمر شارون من المياه والأمونيا. وقال “آلان ستيرن”، الباحث الرئيسي لبعثة نيوهورايزونس في بيان: “ظل هذان الكائنان معا لبلايين السنين في نفس المدار، لكنها مختلفان تماما عن بعضهما البعض”. يذكر أن بلوتو لديه 4 أقمار أخرى، وهي هيدرا، ونيكس، وكيربيروس، وستيكس، وهي جميعها أصغر بكثير من القمر شارون، ولا تدور هذه الأقمار حول بلوتو، لكنها تدور حول مركز جاذبية مشترك يدور حوله كل من بلوتو وشارون أيضا. المصدر: إل ايه تايمز