للخروج من أزمة النفايات التي اجتاحت بيروت وجبل لبنان، فلننظر جميعا إلى العلم اللبناني، ولنبرهن الآن مواطنيتنا وحبنا للبنان، كيف لا؟ وهو العلم الذي يتميز بأنه الوحيد في العالم تتوسطه شجرة خضراء، فيما يرمز اللون الأبيض الى الثلج على قمم جباله وهو مصدر مصدر المياه والتجدد والحياة، أما اللون الأحمر فيمثل تضحيات الشهداء الذين قضوا ذودا عن ترابه. واليوم وسط ما نشهد من استحقاقات بيئية، خصوصا على مستوى أزمة النفايات، فلنتّحد تحت رايتنا الوطنية، ونعلنَ انتماءنا إلى فضاء يجمعنا من كل المواقع والاتجاهات والانتماءات، ونعمل في سبيل أن نتخطى معا أزماتنا الراهنة، متحدين، تجمعنا هواجس واحدة. وأبرز هذه التحديات أن نرتقي بقضية النفايات المنزلية الصلبة إلى ما وصلت إليه الكثير من دول العالم، ولا سيما لجهة تكريس وتعميم ثقافة الفرز من المصدر، وتاليا اعتماد مستوعبات في كل مدينة وبلدة وحي، منها مستوعبات مخصصة للفضلات العضوية والتي تصلح لتتحول سمادا أو علفا للحيوانات، وأخرى مخصصة للورق والكرتون، ومستوعبات لكل ما هو مصنع من زجاج ومعادن وبلاستيك وغيرها. اذا وضعت كل بلدية ثلاثة مستوعبات كل واحد يحمل لونا معينا في الشوارع، فذلك يسهل عملية الفصل، ويسهل عملية الجمع والمعالجة. إن على كل بلدية ترغب في استحداث مركز للفرز والتسبيخ للنفايات العضوية أن تقوم بالعملية الحسابية التالية: -ان المواطن الواحد ينتج حوالي كلغ واحد كل يوم. -تشكل النفايات العضوية نسبة تتراوح بين ٥٠ الى ٦٠ بالمئة من الكمية المنتجة، وتشكل المواد القابلة للتدوير، كالورق والكرتون والبلاستيك والمعادن والزجاج حوالي ٣٥ بالمئة، وتبقى المواد المتبقية كالأقمشة والحفاضات والبورسلين والبطاريات و”اللمبات” لتشكل نسبة حوالي ١٠ بالمئة. -هكذا يمكن احتساب الكمية المنتجة كل يوم في النطاق البلدي، وتحضير مراكز الفرز والمعالجة على أساس ٥٠ م2 لكل طن من المواد غير العضوية، و٧٥ م2 لكل طن من المواد العضوية. -إن المصانع اللبنانية جاهزة لشراء المواد القابلة للتدوير (يمكن الإتصال بجمعية الأرض – لبنان للحصول على لائحة مفصلة). -ان عملية تحويل النفايات العضوية الى سماد سهلة، وهي مفيدة لتحسين التربة. -إن الكلفة الإجمالية للجمع والمعالجة تبلغ حوالي ٥٠ دلارا، في حين أن العائدات المتوقعة من التدوير تبلغ ٨٠ دولارا. فليجمعنا العلم اللبناني رمز وحدتنا، ونرتقي بالوطن إلى حدود أحلامنا الكبيرة.
