على الرغم من أن البعض يعتبره خيارا تكنولوجيّاً جذابا لإدارة النفايات، وحلا لمعالجة مشكلة النفايات، وهو موضوع نقاش واسع في كافة أنحاء العالم، لكن حتى بوجود ضوابط فعالة، يمكن أن يؤدي حرق النفايات في محارق خاصة إلى إنتشار الملوثات الضارة في الهواء والتربة والمياه، الأمر الذي يؤثر على صحة الإنسان والبيئة، خصوصا في بلد مثل لبنان يعيش الفوضى والفساد على مستوى إدارة مرافقه العامة.
وعلى الرغم من أن حرق النفايات يمكن له، في حالات معينة، أن يكون جزءا أساسيا من نظام متكامل لإدارة النفايات، إلا أنّه يشكل خطراً حقيقياً على حياة الأفراد والبيئة. وتكنولوجيا الحرق، تعني حرق النفايات في أماكن خاصة تحت مراقبة التقنيين المعنيين. في بعض البلدان، حيث النفايات المنزلية تحتوي على كميات مقبولة من الطاقة، يمكن حرق هذه النفايات لتوليد الطاقة من خلال توربينات بخارية، إلا أن هذا الخيار غير ممكن في لبنان، نظرا لفقر نفاياتنا المنزلية بالطاقة، وعدم احتوائها حتى على الحد الأدنى من القيمة الحرارية الدنيا، الذي يسمح بمناقشة هذا الخيار من حيث المبدأ.
تأثير المحارق على البيئة عملية الحرق تنتج نوعين من الرماد: رماد القاع، ويتجمع في قاع الفرن، ويكون غنيا بالمواد الضارة بالصحة والملوثة للبيئة، وخصوصا بالمعادن الثقيلة، في حين ينطلق الرماد المتطاير مع الغازات باتجاه المدخنة، ويتكون من جسيمات دقيقة ومتناهية الصغر عالية الخطورة على الصجة العامة، وتصنف وفق اتفاقية بازل – لبنان طرف فيها منذ 1996 – نفايات خطرة، تتطلب التعامل معها على هذا الأساس، ويتم طمرها في مطامر هندسية متخصصة لاستقبال النفايات الخطرة. في محارق النفايات، يكون رماد القاع حوالي 10 بالمئة من النفايات من حيث الحجم، وحوالي 20 إلى 35 بالمئة من وزنها. الرماد المتطاير، يكون بكميات أقل من ذلك، كما ان احتراق البلاستيك، مثل البولي فينيل كلورايد (PVC) يولد ملوثات شديدة السمية مثل الديوكسين ومركبات كلورية أخرى. وتتولد المواد السامة في مراحل مختلفة من تكنولوجيات المعالجة الحرارية، وضمنا الحرق، وليس فقط في نهاية العملية. هذه المواد السامة يمكن أن تنشأ أثناء العملية، في المصافي، كما في مخلفات الرماد، وحتى في أعمدة الهواء حيث يبقى الرماد السام مكدساً، وبعد تنظيف المصافي يجب طمر المخلفات في مطامر خاصة مصممة ومعدة لاستقبال النفايات الخطرة، وذلك للحدّ من الأضرار التي يمكن أن تؤذي البيئة وصحة الناس.
التأثير على حياة الأفراد تنتج نظم حرق النفايات مجموعة واسعة من الملوثات، التي تضر بصحة الإنسان. هذه النظم تكون عادةً مكلفة ولا يتم القضاء أو السيطرة على الانبعاثات السامة من محارق النفايات المنزلية على نحو كاف. حتى المحارق الجديدة تطلق المعادن السامة والديوكسين، والغازات الحمضية. كما ان حرق النفايات بهذه الطريقة ينتج الرماد السام ويؤدي الى أمراض خطيرة ومزمنة. الديوكسينات هي الملوثات العضوية الثابتة الأكثر فتكا، ولها عواقب صحية وبيئية خطيرة. والديوكسين مركب ينجم بسبب المحارق، هو شديد السمية ويسبب السرطان وتلف الأعصاب، كما انه يؤدي الى تعطيل الجهاز التناسلي، ونظم الغدة الدرقية، والجهاز التنفسي. تجدر الاشارة في هذا المجال، إلى أن السكان المتضررين ليسوا فقط أولئك الذين يعيشون بالقرب من المحرقة، انما ايضاً أولئك الذين يعيشون في نطاق أوسع. يتعرض الناس للمواد السامة عن طريق التنفس في الهواء ما يؤثر على كل العاملين في المحطة والناس الذين يعيشون على مقربة منها، أو على مسافات أبعد باتجاه الريح السائد، فضلا عن مخاطر نتيجة تناول الأغذية المنتجة محليا أو المياه التي تلوثت من المحرقة، وكذلك من خلال تناول الأسماك أو الحيوانات البرية التي تلوثت من الانبعاثات في الهواء.