من موقعي كناشطة بيئية ورئيسة لــ “جمعية نداء الأرض” التي عملت على فرز النفايات منذ تأسيسها في العام 1995، أرى أن معالجة النفايات لا تكون مجدية إلا بتعويد الناس على الفرز من المصدر، أي الأمكنة التي تتكون فيها النفايات: منازل، مكاتب، مدارس، مصانع ومستشفيات إلخ. وعلى وسائل الإعلام أن تواكب جهود الدولة في هذا المجال، فحسن التخلص من النفايات هو همٌّ وطني بامتياز، وعلى الجميع أن يتعاونوا كي نتجاوز هذا الهم المشترك. بعد عملية الفرز تجمع المفروزات وترسل الى المعامل المختصة كي يعادَ تصنيعها من جديد، موفرين على وطننا هدر المزيد من ثرواته الطبيعيه، ومخففين من التلوث الذي نعاني منه حكومة وشعبا، واذا بقي ثمة عوادم – وقد لا يبقى – فإن طمرها يكون بكميات قليلة، يطيل في عمر المطمر، أما طمر النفايات دون فرزها فيعتبر خطأ بحق الطبيعة والصحة، لما ينبعث منها من غازات سامة وعصارات نتنة تختلط بالمياه الجوفية، وتعمل على تلويثها، أما المحارق فتشكل اسوأ أنواع المعالجه لما تبثه من غازات سامة تسبب الربو والسرطان ومختلف أمراض الحساسية. بالنسبة للوضع الحالي والواقع المتشنج الذي وصلنا إليه ورفض كل المناطق استقبال أية كمية منها، فيجب أن تعمد الحكومه إلى ترحيل هذه النفايات إلى بلدان عديدة، خصوصا إذا علمنا أن السويد على سبيل المثال هي من البلدان التي تستورد النفايات، وذلك كتدبير آني ريثما تهدأ النفوس ويتسع المجال أمام الحكومه لتعالج الملف في أجواء غير متشنجة، أما قطع الطرقات فلا فائدة منه، وبرأيي فهو يسيء للمواطنين ويحملهم أعباء إضافية فوق معاناتهم اليومية. التخلص من هم النفايات يجب أن يرقى إلى هم وطني، ويجب أن تعاون جميعا حكومة وشعبا على حسن معالجته، بعيدا من الكيدية، وبعيدا من الإهمال، لأن الامور لم تعد لتحتملَ المزيد، وما نراه يدمي القلوب.    

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This