أكثر ما يخيف أهالي عين دارة ويقض مضاجعهم، بعض المؤتمنين على مصالحها، خصوصا من شرَّعوا في مراحل سابقة المرامل وسط أحراجها، وسخروا مواقعهم لمشاريع مشبوهة، من بينها إقامة مصنع لمعالجة الإطارات المستعملة غير بعيد عن الكسارات ذاتها التي كانت ستتحول مكبا للنفايات، فضلا عن صفقات مشبوهة لا يتسع المجال لسردها. خلال الاعتصام، وحين تحلق ممثلو وسائل الإعلام حول رئيس البلدية المهندس سامي حداد سأله greenarea: “كيف كنتم بصدد تمرير مشروع جبالات الاسمنت بعد أن رفضته مدينة زحلة فيما تبدون اليوم الحرص على حماية بيئة عين دارة من خلال رفض استقبال النفايات؟ فأجاب: “نحن من رفض المشروع بقرار من المجلس البلدي؟”، فسألناه: “ولكن أنتم عممتم كبلدية تفاصيل المشروع على المواطنين في بيان صادر عن البلدية مع تكليف جهة معينة دراسة الأثر البيئي؟”، فقال: “نحن وقفنا على آراء الأهالي ولما أكدوا رفضهم ألغينا المشروع؟”. الحوار مسجل على بعض الفضائيات التي نقلت وقائع الاعتصام، وخرج حداد عن طوره على الهواء مباشرة. لسنا في وارد إعادة فتح ملفات سابقة، لكن ألم يدرك رئيس البلدية أن لمشروع جبالات الاسمنت مخاطر على بيئة عين دارة مع مرافقه الصناعية وما تتطلب من مواد كيميائية، تبعا لما جاء وقتذاك في بيان المجلس البلدي: “يقوم السادة بيار وموسى فتوش ش.م. ل. بإنشاء وتشغيل واستثمار جبالات باطون مركزية، ومعامل ومطاحن الإسمنت، على أنواعها والإسفلت واحجار الباطون وغيرها من تجهيزات مخصصة للصناعات الإسمنتية والبلاط والأرصفة والجسور والجفصين والكلس على أنواعه ومواد البناء والمصبوبات الإسمنتية على انواعها”. نسوق هذا الكلام كي لا تُصادرَ نضالات أهالي عين دارة، وكي لا يركب البعض موجة “النفايات” لتلميع صورته، والحصول على صك براءة من كل الارتكابات السابقة، وإذا ما حققت عين دارة انتصارا بقرار يضمن عدم إثارة موضوع الكسارات لتكون مكبا لنفايات العاصمة وبعض مناطق جبل لبنان، فذلك يعود أولا لإرادة أبنائها المقيمين، وأولئك الذين حضروا من أماكن إقامتهم في بيروت والمناطق، والعديد من فاعلياتها السياسية والحزبية والروحية، ولا ننسى أبناءها المناضلين الحقيقيين الذين تصدوا سابقا وسيتصدون لاحقا لحيتان المال وهي تقضم جبالها وتشوه معالمها، وبعض أعضاء مجلسها البلدي ومخاتيرها. عين دارة متيقظة، عيون أبنائها ترصد، تراقب وتنتظر. لا نفايات في كساراتها، عين دارة بكل مكوناتها الاجتماعية والسياسية قالت كلمتها مدوية وصل صداها إلى تخوم أحلامنا الخضراء وسنزهر نحن في ربوعها ثلجا وأقحوانا.   أ. ضـــو

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This