تعتمد العديد من المؤسسات في الدول النامية كلمة حلول “إسعافية” عندما تصل أو تضع نفسها في مأزق ما، بحيث لا تعالج المشكلة من البداية، بل تُترك حتى مراحل متأخرة بقصد أو بدون قصد، لكن المهم الآن كيفية معالجة مشكلة النفايات المتراكمة، وأنا واثق أن المعالجات معروفة لدى العاملين في المجال البيئي إن كان بالفرز من المصدر أم مطامر جديدة أم… إلخ، المهم يضعونك أمام حل إسعافي! والسؤال المطروح هل المعالجة من بداية الأنبوب أهم، أم من نهايته. أعدت سوريا العديد من المشاريع ضمن “بروتوكول كيوتو”، نذكر منها في مجال النفايات: 1-مشروع مطمر النفايات في مدينة حلب: هو عبارة عن مشروع لاستغلال غاز الميتان بمطمر النفايات بموقع تل الضمان في محافظة حلب، وتم توقيع الاتفاق مع  شركة Shimizu Corporation اليابانية، حيث سيتم استخلاص غاز الميثان المنبعث من النفايات المجمعة في المطمر، وهو من غازات الدفيئة الذي تبلغ قدرته على الاحترار 21 مرة أكثر من غاز CO2، وسيتم تركيب أنابيب في المطمر لتجميع الغاز ومعالجته قبل حرقه في المدخنة المتوهجة، ومن الممكن أيضاً استخدام الغازات المنبعثة من المطمر لتوليد الطاقة الكهربائية عن طريق مولد غازي، ويمكن بيع هذه الطاقة للشبكة الكهربائية المحلية. ومن المتوقع أن تكون الكمية التي يمكن تخفيضها من الانبعاثات ton CO2 eq 1766,000، خلال فترة اعتماد المشروع وهي 14 سنة. 2-مشروع مطمر النفايات في مدينة حمص: هو عبارة عن مشروع لاستثمار غاز الميثان المنبعث من مطمر دير بعلبة في محافظة حمص، وذلك من قبل نفس الشركة اليابانية، وهناك الكثير من الشركات تبحث هنا وهناك عن هكذا مشاريع. من الواضح وجود علاقة بين الإنسان والبيئة من خلال تبادلية المواد الإنتاجية أو الاستهلاكية، تتميز هذه العلاقة التبادلية بأنها تركز على جانبين، الجانب الأول يظهر الإنسان ككائن بيولوجي يرتبط بعناصر البيئة الطبيعية، وبالتالي فهي تمده بكل احتياجاته الضرورية. أما الجانب الثاني فيظهر الإنسان ككائن اجتماعي داخل جماعة معينة، ويهدف إلى الحصول على أقصى درجة إشباع ممكن لاحتياجاته من خلال العملية الإنتاجية. وفي سبيل الحصول على هذه الاحتياجات، فإن الإنسان يقوم بعملية الإنتاج، مستخدماً بذلك الموارد البيئية التي يستعملها بإسراف كمدخلات للعملية الإنتاجية، ودون أي مراعاة لهذه الموارد التي يتميز بعضها بندرته الشديدة، وبالإضافة إلى هذا كله فإنه يقذف في كل مرحلة من مراحل حياته بنفاياته إلى البيئة دون أي مراعاة لخطورة ما يفعل، وكأنه يعتبر البيئة التي يعيش فيها مستودعاً لنفاياته. إن تعامل الإنسان مع البيئة من جانب واحد – أي بمعنى آخر، يأخذ منها موارد ويحولها إلى نفايات ضارة – يؤدي إلى ظهور مشكلة بيئية كبيرة تتمثل في تراكم النفايات الناتجة عن هذا التعامل أحادي الجانب من قبل الإنسان مع البيئة، وهذا يؤدي بشكل أو بآخر إلى تدمير البيئة، وبالتالي تدمير حياته أيضاً. ولا أريد أن أحمل المسؤولية للمواطن فقط بل تتحمل الدولة الكثير لأنه من واجبها أن تعد الاستراتيجيات اللازمة للتخلص الآمن من النفايات بمختلف أنواعها، وأن تقوم المؤسسات المعنية بدورها من خلال ما يسمى خطة عمل (action plan) بناءً على الاستراتيجية الموضوعة عن طريق إعداد خرائط دائمة تتوزع فيها المطامر بشكل دائم، لأن استخدام المطمر كطاقة حيوية يعتمد على قِدم المطمر وكمية النفايات المتراكمة التي تنتج أكبر كمية ممكنة من غاز الميتان، لا أن تترك للحلول الإسعافية. دعونا نحن العاملين في المجال البيئي وأخص بالذكر منظمات المجتمع المدني أن نروج لاستراتيجية تحمل مصطلح (R, R, R) وهو عبارة عن REUSE RECYCLE REDUCE، أي تخفيض النفايات، إعادة التدوير، إعادة الاستخدام، علها تساعد!  

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This