مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر باريس للمناخ نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، تتفاوت إشارات التفاؤل والتشاؤم الصادرة من فرنسا حول القدرة على الخروج من المؤتمر بنتيجة تقي العالم خطر التلوّث البيئي المستمرّ منذ الثورة الصناعية والذي يكاد يقضي على ما تبقّى من هواء نتنفّسه. وفي حين أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند يوم الاثنين الماضي أنه سيتوجه مطلع تشرين الثاني (نوفمبر)، إلى الصين ليوجّه نداء مع نظيره الصيني من أجل إنجاح «المؤتمر العالمي للمناخ»، حذّر هولاند من «فشل» الؤتمر «إذا لم تحل قضية تمويل الدول الناشئة». واعتبر هولاند في مؤتمره صحافي أن «النوايا الطيبة موجودة لكن لا نزال بعيدين كثيراً من اتفاق ملزم قانوناً، يصل إلى المستويات التي نحتاج إليها»، منبّهاً من «استمرار خطر الفشل». وكانت الأمم المتحدة أعلنت أن المحادثات «تتحرك على المسار استعداداً للقمة التي تُعقد من 30 تشرين الثاني حتى 11 كانون الأول، بعدما حقق أسبوع من المفاوضات في بون تقدماً في توضيح الخيارات المطروحة حول كل القضايا، بدءاً بخفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري المعروف باسم ظاهرة الدفيئة، إلى جمع المساعدات المطلوب تقديمها للدول النامية». ولا تريد بعض الدول الناشئة الالتزام، قبل التأكد من أن الدول النامية ستحصل على 100 بليون دولار سنوياً اعتباراً من عام 2020 للتكيف مع آثار تغير المناخ. وأوضح هولاند أن فرنسا «ستركز في الأشهر الثلاثة المقبلة على الحصول على تأكيدات في شأن هذه الأموال». وقال «هذا هو المفتاح إذ يجب التوصل إلى اتفاق مسبق على مسألة التمويل حين يأتي الزعماء إلى باريس، وهم يعرفون أنهم سيكونون قادرين على التوصل إلى نتيجة». وفي حال «عدم التوصل إلى نتيجة»، وفق ما افترض، لفت إلى «عدم وجود إجراءات ملموسة لضمان هذا الانتقال، كما لن يكون هناك مئات الآلاف من اللاجئين خلال السنوات العشرين المقبلة بل سيكونون بالملايين.» وأعلن الرئيس الفرنسي في مؤتمره الصحافي: «سأتوجه إلى الصين مطلع تشرين الثاني المقبل، لأوجه مع الرئيس شي جينبينغ نداء لنتمكن من إنجاح المؤتمر». وشدّد هولاند أنّه «لن يتم الوصول إلى اتفاق، خصوصاً أن هناك دولاً ترفضه، إذا لم تطلق تعهدات حازمة حول التمويل (…). نحتاج إلى اتفاق مسبق حول التمويل، ليصل رؤساء الدول إلى باريس وهم على يقين أننا سنصل إلى اتفاق».
