العظم هو نسيج حي ينمو بسرعة كبيرة في مراحل العمر الأولى، ويستمر بتجديد نفسه مدى العمر، خصوصا عندما يصاب بكسر، وتتكون العظام من مركز يعرف بـ “نقي العظم”، والعظم مادة صلبة بطبيعتها لكنها تسمح بانحناء أو التواء بسيطين، ويحدث الالتواء عندما يتعرض العظم لقوة خارجية مؤثرة وبسيطة ثم ما يبرح أن يعود الى حالته الأولى بعد تلاشي تأثير القوة الخارجية، فعلى سبيل المثال، عندما نقع على الأرض وتتحمل اليد معظم الوزن عند السقوط، فقد يمتص العظم الصدمة ويسمح بانحناء بسيط ثم يعود الى طبيعته بعد تلاشي القوة المؤثرة، إلاّ أنه إذا ما عظمت القوة أكثر من طاقة تحمل العظم على الإنحناء، فإنه ينكسر كما يحدث مثلاً لمسطرة بلاستيكية عندما نزيد عليها من قوة الإنحناء.   طرق العلاج   يمكن علاج الكسور بالجبيرة، جبيرة أو دعامة وظيفية، طريقة الشد وتثبيت الكسور جراحياً.   براغٍ وصفائح   ومن الجدير بالذكر أن الكسور الشديدة قد تتطلب وضع أدوات داخلية مثل الصفائح والبراغي والقضبان المعدنية، للحفاظ على العظمة في مكانها فتحل محل العظم المفقود. كما وأنه يتم أحيانا أخذ عظم من منطقة أخرى من الجسم لملء الفراغ الذي خلفه الكسر في العظم، وهذا الإجراء يسمى بـ”ترقيع” العظم أو “تطعيمه”.   كسور خطيرة جدا   أبرزها كسر الجمجمة، وهو كسر في واحد أو أكثر من عظام الجمجمة يحدث غالباً كنتيجة لقوة مؤثرة كبيرة، ويمكن أن يكسر العظم في موقع تأثير القوة أو بجانبه، وقد تسبب قوة التأثير المباشر تخريباً للبنى الفيزيائية المستبطنة المحتواة ضمن الجمجمة كالأغشية، الأوعية الدموية والدماغ، وقد يتم ذلك حتى بغياب الكسر. على الرغم من أنه يمكن أن يحدث كسر جمجمة غير مختلط دون أذية فيزيائية أو عصبية، ويكون بحد ذاته غير مهم سريرياً، ويدل كسر العظم السليم على أن كمية من الأذية المستبطنة قد طبقت الأمر الذي يزيد احتمالية وجود أذية مرافقة، إن أي ضربة هامة للرأس ينتج عنها ارتجاج مع أو بدون فقدان الوعي.   كسور لا يمكن جبرها   وكسر قاع الجمجمة هو إصابة نادرة الحدوث، إذ يصيب حوالي 4 بالمئة من مجموع من يصابون بإصابات الرأس الشديدة. وقد يتسبب هذا الكسر في قطع الأغشية المحيطة بالمخ (السحايا)، ما قد يؤدي إلى تسرب السائل المخي الشوكي الذي قد يتجمع في تجويف الأذن الوسطى ثم يسيل منها عبر طبلة الأذن إذا كانت مثقوبة، أو عبر البلعوم الأنفي عن طريق “قناة إستاكيوس”، بحيث يشعر المصاب بمذاق هذا السائل الملحي. وقد يتسرب السائل المخي الشوكي عبر الأنف في حلة كسور الجزء الأمامي من قاع الجمجمة. والعلاج المثالي لحالات كسر قاع الجمجمة تشمل الانتظار مع المراقبة، فإن توقف تسرب السائل النخاعي، وقد يحدث في كثير من الأحيان بشكل تلقائي، فإذا لم يحدث تلقائيا فإنه يتم إغلاقه جراحيا بواسطة استشاري المخ والأعصاب، وهو أمر ضروري لمنع انتشار العدوى إلى السحايا وخلايا المخ.   العظمة الزورقية   في الواقع إن منطقة الرسغ التي تصل كف اليد بمنطقة الذراع هي منطقة حساسة جداً، وتوفر قدراً كبيراً من الحركة والمرونة لكي توفر مجالا كبيرا من الحركة لليد. هذه الحركة والمرونة تحدث لأن هذه المنطقة تحتوي على ثمانية عظيمات صغيرة تكون الرسغ وترتبط ببعضها البعض وتقوم بوصل اليد بالذراع، وإحدى أهم هذه العظيمات هي عظمة تدعى العظمة الزورقية، وذلك لأن شكل هذه العظمة يأخذ شكل الهلال أو الزورق عندما تظهر في الأشعة السينية. وتقع هذه العظمة في الناحية الخارجية من الرسغ وتحت منطقة الإبهام، وهي أكثر عظام الرسغ تعرضاً للكسر لأنها تحتل مساحة كبيرة من منطقة الرسغ. وبالإضافة إلى أهميتها في الحركة ومكانتها، فإن وصول الدم إلى هذه العظمة هو عملية معقدة ودقيقة، وتحصل عن طريق شرايين دقيقة تمر من خلال هذه العظمة. هذه الشرايين قد تكون عرضة للإصابة في حال حدوث الكسر وفي حال كون الكسر متزحزحاً، ما يؤدي إلى صعوبة في علاج هذه الكسور إلى احتمال حدوث مضاعفات في المستقبل.   أسباب حدوث الكسور في العظمة الزورقية   في الواقع ان الغالبية العظمى من كسور العظمة الزورقية تحدث عندما يسقط المريض أو المريضة على الذراع واليد الممدودة. وهذا يحدث لأن الإنسان يقوم بفرد الذراع واليد في محاولة لحماية الجسم عند السقوط بطريقة لا إرادية، ما يؤدي إلى تركز وزن الجسم على الذراع الممدودة واليد وبالتالي إلى حدوث الإصابة في الرسغ وبالذات في العظمة الزورقية. وعندما يتم تشخيص الكسر في العظمة الزورقية بعد الإصابة مباشرةً، فإن العلاج يبدأ مباشرةً ولكن كما ذكرنا سابقاً فإنه في كثير من الأحيان يتم اعتبار الإصابة بسيطة وأنها تمزق أو رضة، وفي هذه الحالة تستمر الآلام وعندما يتم إهمالها فإن ذلك يؤدي إلى عدم التئام الكسر في العظمة الزورقية. هذا الأمر الذي نسميه عدم الالتئام قد يكون بسيطاً عندما لا تلتئم الأجزاء المكونة للعظمة مع بعضها البعض، أو قد يكون مضاعفاً عندما يكون هناك خلخلة وحركة وتباعد بين أجزاء العظمة، أو قد يكون هناك موت لجزء من العظمة نتيجة إصابة الشعيرات الدموية التي تغذي هذا الجزء. وفي هذه الحالة يكون العلاج معقداً، وبدلاً من أن يكون التشخيص هو كسر في العظمة الزورقية فإن التشخيص يكون هو عبارة عن كسر في العظمة الزورقية وموت للعظم أيضاً. يتم علاج كسور العظم الزورقي بالتثبيت لمدة طويلة أو بالعمل الجراحي اذا استدعى الأمر ذلك.   رضوض أو كسور الأضلاع   تعتبر الاصابات الرضية في الصدر الأكثر شيوعا، وتحدث غالبا في حوادث السقوط وحوادث السير، وقد تكون معزولة، أو قد يرافقها اصابات أخرى ضمن الصدر (القلب – الرئتين – الأوعية الدموية). عند تعرض المصاب لرض مباشر على الصدر يجب اجراء صورة صدر شعاعية لتأكيد وجود كسور في الأضلاع من جهة، ولنفي وجود أذيات مرافقة (انصباب دموي – ريح صدرية) من جهة ثانية. أما العلاج فيتم عادة بالأدوية المسكنة التي تعطى في البداية وريديا للسيطرة على الألم، وبعد ذلك تعطى فمويا.   الاختلاطات المميتة   هو ألم ينجم عنه عدم قدرة الرئة في نفس الجهة على الانتشار الكامل (لأن التنفس العميق يسبب ألما) فيحدث انخماص الرئة، وعدم قدرة المصاب على السعال بشكل فعال مما يسبب تجمع هذه المفرزات القصبية ضمن الرئة ثم التهاب الرئة، هذه الاختلاطات ان حدثت تكون خطيرة خصوصا عند المسنين، وقد تؤدي لديهم الى القصور التنفسي (وضع المريض على جهاز التنفس الاصطناعي) ومن ثم الوفاة.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This