صدر العدد الجديد من مجلة “البيئة والتنمية”، وفيه أهم نتائج تقرير المنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) حول الاستهلاك المستدام، ومنها أن تبديل العادات الاستهلاكية، خصوصاً في الطاقة والمياه والغذاء، أمر لا بد منه لحماية البيئة وصون الموارد الطبيعية. وفي العدد أيضاً نتائج الاستطلاع الذي أجراه “افد” في 22 بلداً عربياً، وأظهر أن وضع البيئة العربية يتراجع، والحكومات مقصرة، في حين أن الجمهور مستعد لتبديل عاداته الاستهلاكية من أجل حماية البيئة وتحسين نوعية الحياة مع حفظ حق الأجيال المقبلة. وهذا كان محور المؤتمر البيئي الإقليمي السنوي الذي عقده المنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) في بيروت في 16 – 17 تشرين الثاني (نوفمبر)، لمناقشة أبرز تحديات الاستهلاك المستدام، الذي ينص عليه الهدف 12 من أهداف التنمية المستدامة التي أقرها زعماء العالم حديثاً في قمة الأمم المتحدة. وذلك من خلال التقرير السنوي الذي أطلقه “أفد” حول الموضوع وتمت مناقشته خلال المؤتمر. وفي هذا المجال أيضاً مقال عن أرقام قياسية في الاستهلاك العالمي سجلها تقرير معهد “وورلد واتش” للأبحاث البيئية في واشنطن، وآخر عن البصمة البيئية لبلدان البحر المتوسط وفق أحدث بيانات شبكة البصمة البيئية العالمية. أما افتتاحية العدد فجأت بعنوان “لحم أقلّ لبيئة أفضل”، يرى فيها نجيب صعب أن قبول المستهلكين بتغيير عاداتهم الاستهلاكية هو شرط أساسي لوضع سياسات الاستهلاك المستدام موضع التنفيذ. فإذا خفف المواطن العربي، مثلاً، معدل استهلاك اللحوم الحمراء 25 في المئة، من 17 كيلوغراماً للفرد في السنة حالياً، يمكن توفير 27 بليون متر مكعب من المياه. ولفت صعب إلى أن من أهم استنتاجات تقرير “أفد” أن الحل ليس دائماً في تخفيف كمية الاستهلاك، بل في التحوّل إلى أصناف أخرى أقل ضرراً بالبيئة.