هي فضائح الملوثين والفاسدين والمفسدين، من مسؤولين وممثلي جهات مفترض أن تكون معنية بصحة الناس مع ما نشهده من تلوث، يبدو أنه مستمر مع جولات وصولات مستنكرة علنا، ومتواطئة ضمنا بالموت الذي يحملونه الينا في استجراره مع المياه الى بيوت اللبنانيين، تفوح رائحته الكريهة تماما كما تفوح رائحة المجاري في نهر الليطاني والمزابل الممتدة على جانبيه.
مع مجراه تنتقل السموم يوميا، إن بمياه الاستعمال اليومي أو عبر مياه ري المزروعات وغيرها، حتى تعددت وسائل قتلنا، فيما القتلة يتابعون التجوال في جنازاتنا يمدون لنا يد العزاء ويواسوننا وبيد ثانية يتاجرون بنا، بصحتنا، وموتنا القادم على صهوة فسادهم والمشاريع التي تساهم في استنزافنا، حتى بتنا لا نعرف توصيفا للحالة التي نعيشها، ولا نعرف إن هي فضيحة أم كارثة أم كليهما؟ وأي مصطلح نستخدمه لتوصيف مياه انعدمت فيها الحياة وباتت تشبه كل شيء إلا المياه؟
ضحايا السرطان
ولكننا بتنا جميعا نعلم أنه لم يعد ثمة ما هو حي، إلا فضائح المسؤولين، وجولاتهم السابقة واللاحقة والمرتقبة، ومياه نهر الليطاني لم تعد تصلح لأي نوع من الاستعمال، وهذا النهر بعد أن كان نعمة أضحى لعنة ونقمة بفضل ما اقترفت أيدي الملوثين والمسؤولين والصامتين عن الحق على حد سواء.
من الحوض الأعلى حيث النهر مستباح الى حيث تجددت أمس صرخة أهالي حوش الرافقة المتضررين من تلوث مجرى الليطاني، ونفذوا وقفة احتجاجية على طريق رياق – بعلبك وقطعوا الطريق الدولية لمدة نصف ساعة بسبب التأخير في حل مشكلة النهر، وبعد الوقوف دقيقة صمت على أرواح ضحايا السرطان، ندد المعتصمون بتقاعس المسؤولين، قالوا كلمتهم وعبروا عن وجعهم، وطالبوا باتخاذ الإجراءات اللازمة لمساندة “المصلحة الوطنية لنهر الليطاني” في خطواتها ومضوا متأملين من القضاء أن ينصفهم.
التلوث بلغ درجات خطيرة
وصولا إلى شاطئ البحر جنوبا، ما يزال الليطاني مستباحا أيضا، يئن من تجاهل وإهمال، وتُـحول إلى مجراه مخلفات الصرف الصحي والصناعي، كما أن خارطة الوجع ماثلة لم تتغير على امتداد ضفتيه من المنبع إلى المصب، ولا مكان خال من التلوث، على عكس ما يظن البعض إلا أن هناك تفاوتا في نسب التلوث فقط لا غير ولا يعني نقاء هواء الجنوب شيئا، إن كانت مياه الري فيه التي تسقي آلاف الهكتارات الزراعية ملوثة بالصرف الصحي، وفقا لفحص أجرته “المصلحة الوطنية لنهر الليطاني” على مياه مشروع ري القاسمية – رأس العين، اذ تبين أنهما غير صالحتين للإستخدام ولا للري وفقا للمعاير والمواصفات العالمية.
هذا الواقع لم يمنع من أن تروى المزروعات في مدينة صور والجوار بهذه المياه، ولا من أن يشرب منها المواطنون، علما أن التلوث بلغ درجات خطيرة ومضاعفة عشرات المرات عن النسب المسموح بها عالميا.
جدول التعديات
في هذا السياق تقدمت “المصلحة الوطنية لنهر الليطاني” بشكوى الى النيابة العامة الاستئنافية في الجنوب ضمنتها مواقع التعديات وأنواعها، فضلا عن والخرائط والتحاليل الجرثومية، كما وطالبت من خلال كتابها الى محافظ الجنوب وطالبت من خلالهما اتخاذ الإجراءات الفورية الرامية الى إلزام المخبر عنهم بإزالة التعديات فورا، ومنعهم من تحويل مياه الصرف الصحي والصناعي الى أقنية الري التابعة للمصلحة، وإلزام البلديات القيام بواجباتها تجاه الموارد المالية.
كما استكملت المصلحة رفع التعديات عن قناة ري القاسمية في المنطقة الممتدة ما بين البرج الشمالي والمعشوق، وأعلنت انها ستستأنف اليوم الاثنين رفع التعديات عن باقي القناة، وانذرت المعتدين بوجوب رفع التعديات تحت طائلة ملاحقتهم أمام القضاء وازالة التعديات على نفقتهم.
وفي هذا السياق يعرض greenarea.info جدولا للتعديات بأسماء اصحابها على قناة ري القاسمية في كل من العدوسية، عدلون والصرفند، خصت به المصلحة الوطنية بوقعنا.
للاطلاع على الجدول: اضغط هنا